عن تجنيد الأطفال في شمال شرق سورية!


 عن تجنيد الأطفال في شمال شرق سورية!

"ذهبتْ إلى المدرسة و لم تعد بعدها"
هكذا بدأت إحدى الأمهات حديثها عندما سئلت عن طفلتها التي تم اختطافها أثناء عودتها من المدرسة.
هل عشتم هذا الشعور القاسي يوما ما؟ شعور الخوف في كل مرة يخرج فيها أطفالكم إلى المدرسة أو البقالة أو حتى إلى الشارع ليلعبوا مع أقرانهم ولا يعودون أبدا؟ إذا كنتم من سكان شمال شرق سوريا، فإنكم حتما عشتم هذا الشعور أو سمعتم عنه من أحد الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء.
ما الذي يحدث في مناطق سيطرة ميلشيا قسد؟
يتعرض الأطفال تحت 18 عام إلى عمليات غسيل أدمغة من قبل مليشيات تابعة لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، حيث يتحدث أفراد من هذه المنظمات مع الأطفال دون معرفة أهلهم و يحاولون إقناعم بأنهم سيحصلون على ميزات و أموال و سيستلمون أسلحة نارية و يصبحون ذوي شأن كبير، في حال اقتنع الأطفال فإنهم يهربون و يلتحقون بهم، وفي حال لم يقتنعوا فإنهم يقومون باختطافهم ومنع أهاليهم من زيارتهم، و يعد النازحين الذين يقطنون المخيمات الأكثر عرضة.
من هي هذه الجهات؟
تعد أبرزها منظمة الشبيبة الثورية- جوانن شورشكر- والتي تأسست عام 2011 في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى وحدات حماية المرأة.
على الرغم من أن هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة مليشيا قسد إلا أن الأخيرة تدعي بأن هذه التصرفات فردية و تتم بدون معرفتهم.
قامت هذه المليشيات باختطاف و تجنيد قسري بحق أكثر من 1000 طفل منذ تأسيسها، وهذا يعتبر جريمة حرب، سواء ذهب الطفل بإرادته أم رغما عنه، لذلك يجب محاسبة جميع الأطراف و الجهات التي تقف وراء هذه التصرفات والتي لا تعتبر فردية أبدا.
يذكر أن "قسد" وقعت عدة اتفاقيات خلال الأعوام السابقة مع الأمم المتحدة و جهات أخرى تعهدت خلالها بتسريح الأطفال المتواجدين ضمن صفوفها و إيقاف عمليات التجنيد الإجباري و الإخفاء القسري ولكن دون جدوى!
ماريا توماس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق