حول ورشة العمل التي أقامتها كليّة الإقتصاد بعنوان "الدور الأبوي للدولة" اليوم في مدرّج الجامعة


 


حول ورشة العمل التي أقامتها كليّة الإقتصاد بعنوان "الدور الأبوي للدولة" اليوم في مدرّج الجامعة
بداية، إنّهُ لأمر مهم أن تستعيد الجامعات السوريّة دورها في الفضاء العام، فتفتح النقاش من جديد (منذ متى اختفت هذه النقاشات؟) حول الشؤون العامّة وتفسح في هذا النقاش المجال أمام آراء متعددة ومتنوعة لإغناء القضايا العامّة ورفع الوعي حولها وتمكين أصحاب القرار من فهم مواقف المجموعات الأكاديميّة مما يحدث ويجب أن يحدث، ولهذا عوائد عديدة وكثيرة، ولكن هُناك بعض الإشارات:
ورشة عمل أم ندوة؟
اذا أردنا عقد ورشة عمل كما تمّت تسميتها وليس ندوة (كما حدث بالفعل) فلماذا يكون عميد الكليّة هو مدير الندوة؟ هذا أمر تقني، لم تكن ادارتهُ موفقة بشكل عام فالمقدمة التي أوردها كانت سريعة وطويلة ولم يكن الكلام واضحاً تماماً، وكان من المهم أن يقدّم المتحدثين وأوراقهم ويدعوا المشاركين للأسئلة بشكل أفضل ممّا تم.
في تقديم المضمون
كُتب في العنوان أنّ قراءة تحليليّة للتجربة السورية ستتم حول دورها الأبوي، أين التحليل؟ هذه كانت مجرّد قراءة سريعة، وسريعة جداً جداً.
بالنسبة للمتحدثين مع كلّ الاحترام لكنّ بعض التفاصيل الفنيّة غائبة، من غير المناسب وضع هذا الكم الكبير من الكلمات المكتوبة في عروض الشرائح، وفكرة عرض الورقة أمام جمهور لاتعني القراءة الحرفيّة منها بهذه السرعة الكبيرة، ما أضاع الأفكار وشتّت الحضور وجعل من النصف الأول عبارة عن تقليب للشرائح مع سرعة قراءة ما فيها بدون ايضاحات أو اشارات.
وفيما غابت عروض الشرائح عن المتحدث الثاني فقد سبب هذا أيضاً خلطاً لدى الحاضرين، الذين كانوا بحاجة لتثبيت بعض الأفكار لأجل نقاشها فيما بعد.
بدا واضحاً أنّ العنوان موضع تساؤل كثير من الباحثين، ورغم هذا اُهمل الرّد على هذه الجزئيّة، كما أهملت بعض أسئلة المشاركين بطريقة تجميع الإجابات الانتهاء من الأسئلة.
اشارات جانبيّة
مؤسف أنّ الكليّة اختارت مدرّج الجامعة الكبير، الذي تمّت تعبئتهُ بحشود طلابيّة سرعان ما غادرت، هل من المعيب أن نقيم ندوة/ورشة في قاعة مناسبة بدلاً من مدرّج كبير نُحرجُ به أنفسنا؟
لماذا هذا الكمّ من الكاميرات المترافق مع ترويج ضعيف جداً للحدث! لو كان الإعلان أكثر انتشاراً لكان الكثيرون سيكونون في الندوة ولاحاجة لكل هذه التغطية والكاميرات.
هذه الإشارات لأنني سعيد بهذا العمل والتوجه الجديد فيما يبدو، وأرغب بأن يستمرّ ويكبُر فالنقاش العام مُغلق ومُتواري منذ سنوات، ونحن بحاجة له أكثر من أيّ وقت مضى.
*أترك في التعليقات مواعيد الندوات القادمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق