تشاركنا هُنا ماريا توماس خطوات إعداد كأس من الشاي أو فنجان من القهوة في مدينة الحسكة؟


 


تشاركنا هُنا ماريا توماس خطوات إعداد كأس من الشاي أو فنجان من القهوة في مدينة الحسكة؟
نعم، قد يبدو الأمر للوهلة الأولى بسيط وقد يعتبره البعض سخيف حتى، فالموضوع "سهل"،نفتح الصنبور و نقوم بتعبئة المياه و من ثم نضعها على النار و ننتظرها حتى تغلي ومن ثم نقوم بإضافة الشاي أو القهوة، فالعملية كلها تحتاج عشر دقائق وتصبح جاهزة، ومن ثم يمكنكم الاستمتاع بكأس من الشاي أو فنجان من القهوة.
أما بالنسبة لنا نحن سكان مدينة الحسكة وفي هذه الأيام بالذات، فالموضوع يحتاج تحضيرات مسبقة و متعبة قد تأخذ عدة ساعات، والسبب الاساسي هو صعوبة الحصول على المكون الأساسي و هو المياه.
عادة يحصل سكان مدينة الحسكة على المياه بثلاثة طرق:
الأولى عن طريق محطة "علوك" والتي تقع في مدينة رأس العين والتي تغذي كامل مدينة الحسكة، ولكنها للأسف ومنذ 4 سنوات تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي ويتم تشغيلها بحسب أهوائهم وقد تصل مدة القطع إلى عدة شهور، و حالياً زاد الوضع صعوبة بسبب قيام تركيا بقصف محطة الكهرباء التي تغذي محطة علّوك وبالتالي انقطاع التغذية اللازمة لتشغيل المحطة بشكل نهائي.
أما الثانية، فهي عن طريق شراء المياه، سواء العبوات الجاهزة، أو عن طريق الصهاريج الكبيرة التي تعبئ المياه من مصادر غير معروفة وغير خاضعة للاختبارات، وهذا الأمر ينطبق أيضا على بعض أنواع العبوات المختومة، فالمصادر غير معروفة بالإضافة إلى أنها مكلفة جداً.
وأما الطريقة الثالثة، وهي الأكثر استخداماً تعبئة المياه من الخزانات الكبيرة أو محطات التحلية الصغيرة والتي أصبحت منتشرة في الشوارع، والتي وضعتها المنظمات الدولية والجمعيات وتقوم بشكل يومي بتعبئتها. هذه الطريقة مجانية إلا أنها تتطلب جهد كبير ووقت، حيث أن السكان يقومون بحمل "البيدونات" إلى مكان تواجد الخزان أو المحطة، وثم يبدؤون بنقلهم إلى المنازل، و قد يحتاجون للذهاب أكثر من مرة.
استخدام المياه من مصادر غير معروفة سبب عدد كبير من الأمراض للسكان، وهذا الأمر أيضا أدى لضغط كبير على المستشفيات والتي لا تملك طاقة استيعابية كبيرة.
المشكلة بدأت عام 2019 عند احتلال تركيا لمحطة المياه، وسيطرة ميليشيا قسد على محطة الكهرباء المغذية لها، حيث قام الطرفين على مدى السنوات الماضية بتبادل قطع الكهرباء و المياه، والمتضررين هم السكان المدنيين و عددهم أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة.
الحل الوحيد والذي نطالب به دائما هو إعادة محطة علّوك للعمل وتحييدها عن الصراعات.
ماريا توماس
*صورة من وكالة سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق