وماذا نفعل؟ مساكين
لقد حوّلتنا المواقع الاجتماعيّة إلى مساكين، كالتالي:
نفرحُ بإضافة مصطلح إلى قاموس الكتروني لشركة أميركيّة، نعتقدُ ذلك معركة ربحناها ونفرح كحمقى!
نرضى ونهدأ بعد نشرنا بعض الحالات، بحدّ مسموح وعناوين مسموحة، ثم يحذفونا ثمّ نغضب ونرضى خلال دقائق، هكذا نؤدّي دورنا أمام قيامة كهذه!
ننتظرُ تغريدة من أحد النجوم، نفرحُ، كأنّنا "فتحنا" الأندلس، ثم تبدو مزورة، ننتظرُ من آخر نبجّله، وتعادُ الكرّة!
نعزّي أنفسنا بمنشور ندعو فيه أصدقائنا إلى زيادة متابعتنا، كأنّنا نُحضرُ أخباراً خاصة، ولا نسرقها من صفحات تسرقها!
نُشاركُ منشورات كاذبة، هي وضوحاً كاذبة، لكننا نُرضي أنفسنا بها، خاصة عندنا تبدأ من الماضي!
نعيدُ نشر كلّ خبر، كأن الناس ينتظرون منّنا الأخبار، ونحن لو تعطّل الفيسبوك ذهبنا للنوم!
نشتُم فيسبوك علانية، نستعطفهُ سرّاً، نقول له نحن لم نقصد انتهاك المعايير التي تضعها، سامحنا!
نقاتلُ (بالتعليقات طبعاً) في الصفحة الرئيسيّة فقط، في الرسائل نتبادل النكات التافهة ونتعاطى المحتوى الهابط!
نطمئنُّ إلى ثقافتنا، نكمل خمس أسطر، نعتقدُ فيها أننا درسنا القضيّة، ثم يأتي طفلُ صغير، يسألنا أتفه سؤال فنتبلكم!
نغضبُ لأننا نشعُرُ بالعجز، ثمّ اذا دعانا أحدهم ولو لفتح رابط فيه معلومات نسخرُ منهُ كأشقياء!
نقتنعُ بتجزيئ القضايا، نضعُ "لكن" كثيرة، نستخدمُ "بغض النظر" كثيراً، نعتادُ صمّ الآذان وغلق العيون عن الحقيقة نكتفي بجزء منها!
نُناقشُ بعضنا كجهابذة، ونطوي نقاشاتنا بحظر أو بإلغاء صداقة، طبعاً كان هذا عندما كُنّا نناقش، الآن نكتفي بتفاعل ال هَا هَا!
نثورُ، على المواقع الاجتماعيّة، واذا ما قعدنا إلى وجبة الغداء اكتفينا بالدعاء للمظلومين، نعم ثوراتنا صارت أدعية نُرددها كعجائز شابّة!
نقتنعُ بأننا نفعل ما يجب، فها نحنُ مثلاً ننتظرُ فرجاً ما!
متى ننهض؟ حتى هذا السؤال يبدو مكروراً جداً وتافهاً جداً
*الصورة لعمل من معرض "سيرك" المقام حالياً في مخيم اليرموك بدمشق
وسيم السخلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق