تضج الصفحات مؤخراً إذ يتم تداول صورة لدمشق من الفضاء كان قد نشرها رائد الفضاء الاماراتي سلطان النيادي
لم أجدها محببة أبدا رغم جودتها، لم أر الجنان الخضراء
ولا مقاصد أبيات الشعراء
أي مدينة نشاهد اليوم، تمنيت لو شاهدت مربعا أخضر واحد لأقول هذه رئة 5 مليون سوري سوى بقايا حدائق أبو جرش الملاصقة لمدينة الفيحاء الرياضية
كتب جزءا من قصيدة فيها بردى، إلا أننا نراها مجاملة شديدة حيث أن الصورة أمامنا كما لو أننا في الربع الخالي
مضحك إلى درجة الألم كيف تدهورت حالة أحد أهم مدن الشام إلى درجة التعرية من ثوبها الاخضر وسط البادية
ماذا لو تركت المدينة القديمة كجوهرة وسط خاتم و بناء دمشق الجديدة على أطراف البساتين أو الغوطة من الطرف الآخر حيث ينتفع سكان دمشق القديمة و الجديدة بهذا الثوب الذي كان هوية لهم، و أما الوصل بينهم فقد كانت خطوط الترام موجودة بل و خط الحجاز للبلدات البعيدة ، و يمكن فتح مسارات برية ضيقة عبر الأشجار للحركة الطبيعية السيارات الخفيفة و الأحصنة!
أكتب عن دمشق و قلبي في حلب كبرى المدن الشامية حيث الحدائق تندثر و البساتين الكبرى و الصغرى بين مهمشة و مختفية، و تصر البلديات والتخطيط التابع لها على انصاف المشاريع إن وجدت و تترك الجنان التي أحرقتها نيران الحرب أما لتموت أو يتم تحطيبها انطلاقا من حديقة قاضي عسكر إلى حديقة هنانو التي افتتح قسم منها و كان قسم الألعاب الموجهة للأطفال يغزر بالبحص و الحجر آخر "الزحليطة" (الصورة أدناه)
وصولا إلى حديقة باب الله الصاخور و أحراش الصاخور الواصلة لمطار حلب الدولي دون أدنى عناية أو رعاية سوى الشريط الأحمر و ربما يكون اغلى من الحزام الاخضر بذاته
و مع صمت حكومي متواصل أو تناسي مستغرب لحقوق حلب من نهرها الرئيسي قويق من المنبع لا من قناة الري عبر الفرات. بسبب السياسات المائية التركية رغم كون 80٪ من النهر في أراضي سوريا الحالية!
أما آخر البدع فهي استزراع أشجار النخيل في حديقة طارق بن زياد في الأشرفية حسب مجلس مدينة حلب، و كأن حلب مدينة صحراوية خليجية ! عوض زراعة الحديقة بأشجار شهيرة سواء كانت مثمرة أو غير مثمرة في حلب كالصنوبر الحلبي - الزيتون - الكينا - و عشرات الأشجار التي تخفف من الأثر الحراري و تعطي رونقا للمنطقة!
ما الفائدة من زرع النخيل في حديقة لا يمكن أن استظل بها، و كيف ستجذبني حديقة إذا كانت الشوارع أصلا تعج بالنخيل على المنصفات في عز الصيف الحار و أجواء الربيع و الخريف المعتدلان ، هل يمكن لها حتى أن تقيني من مطر منهمر !
أليس الأجدر أن تزرع النخيل في بادية حلب الجنوبية و بكثرة! علها تكون واحة جنوبية و محمية بيئة !
حسين حميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق