كتب الأستاذ منيب هائل اليوسفي، تسبب بالموت..!!

كتب الأستاذ منيب هائل اليوسفي، تسبب بالموت..!!
يقول لي انه بينما كان شقيقه وزوجته واثنان من أولاده مسافرون على طريق حمص – طرطوس صدمتهم سيارة شاحنة وسحقتهم جميعا، ماهو إلا شهر وكان سائق الشاحنة طليقا يتجول في شوارع حمص، طبعا الرسالة طويلة وفيها من المفارقات المحزنة ولكن حاولت اختصارها قدر الإمكان فيعلق صاحب الرسالة قائلاً: أهذا هو القانون..؟ أربعة قتلى..؟ ويحبس الجاني مدة أقل من شهر...؟
وأنا أجيب صاحب الرسالة وغيره من الذين ارسلوا لي حول ذات الموضوع وأقول ايضا لكل من تدهشه هذه الحادثة وغيرها ، بأنها مفارقة مؤلمة لأن القضاء يعتبر مافعله سائق الشاحنة تسببا بالموت، والعقوبة هنا لا تزيد في مدتها القصوى عن ستة أشهر ولو أن سائق الشاحنة سحق ليس أربعة قتلى، بل مائة.
ظاهرة لم نكن نعرفها في الماضي وهي ان نجد ورقات نعوة وقد كتب فيها فلان وزوجته وأولاده توفوا نتيجة حادث أليم.
الحادث الأليم كما هو معروف حادث سير ، هذا الأمر لم يكن مألوفا في الماضي، عائلة بكاملها تسحقها شاحنة ..؟ أمر مخيف ولا بد للمشرع من أن يعيد النظر في سلم العقوبات على ضوء ازدياد السيارات ورعونة السائقين وتفش حالة الاستهتار واللامبالاة بأرواح الأخرين.
من المؤسف حقا القول بأن الذين يموتون نتيجة حوادث السيارات عشرة اضعاف الذين يموتون نتيجة مرض السرطان أو أي مرض خطير أخر، فلماذا لا نولي أمر قضايا السير بتشريع حازم يصحح الاستهتار ويدفع شبح الموت عن الكثير من الأبرياء..؟
المفارقة الملفتة للنظر، إذا وقعت مشاجرة وأدت إلى بتر (سلامية) أصبع صغير من أحدهم، كانت عقوبة الفاعل لا تقل عن ثلاث سنوات حبس ومافوق، تصوروا بتر سلامية العقوبة ثلاث سنوات..! وسائق شاحنة يسحق عائلة بكاملها نتيجة رعونته وطيشه وغروره العقوبة ستة اشهر نظريا، أما عمليا فلا تزيد عن الشهر أو ربما الشهرين على ابعد تقدير.
يكفي أن نلحظ هذه المفارقة لنشعر بقشعريرة الرعب الحقيقي، وانا عندما اتحدث عن ضرورة إعادة النظر في سلم العقوبات، فالموضوع لا ينحصر بمسؤولية سائق السيارة أو الشاحنة فقط بل يشمل المشاة أيضا وكذلك سائقي الدراجات النارية والدراجات الهوائية وكل من يستخدم الطريق.
المفترض نظريا أن تكون مشكلة السير مرعبة أكثر بكثير مما هي عليه، ويجب أن تلقى اهتماما ومعالجة، هناك من يقول ان معظم حوادث السير سببها السرعة، وهذا الكلام صحيح، ولكن هل السرعة وحدها المسؤولة عما تخلفه حوادث السير؟ أيضا لا اعتقد ذلك.
في بلاد العالم هناك شوارع واوتوسترادات لا يجوز للسائق فيها أن تقل سرعته عن حد معين وغالبا المائة وعشرين كيلو متر، ومع ذلك لا تقع هذه النسبة الكبيرة من الحوادث المفجعة.
إذن لابد من وجود أسباب أخرى غير السرعة ولا بد من البحث فيها ومعالجتها.. وللحديث بقية.
الأستاذ المحامي منيب هائل اليوسفي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق