كتب المهندس عصام بركات، ماذا نفعل ببيئتنا وبأنفسنا ؟؟
قبل 40 عاماً كان لي شرف المشاركة وبشكل أساسي وكبير في تنفيذ حديقة تشرين البارك الغربي لمدينة دمشق والتي صممها المهندس المعماري الياباني الشهير كنزو تانغ وصدقا حاولنا بايامها المستحبل للمحافظة على الاشجار المعمرة من جوز وسنديان و...
واذكر انه كانت تعترضنا اثناء التنفيذ وفي منتصف الكثير من الممرات والادراج والخدمات الكثير من الاشجار وفعلاً حافظنا عليها رغم انها كانت تعيق الحركة والمسارات وتتعارض مع ما هو مصمم فالتففنا عليها ايمانا منّا بقيمة الاشجار وللمحافظة على البيئة فصممنا على بقائها وعدم ازالتها وهذا ما حصل بالفعل.
لاتفاجئ اليوم أن أحد المطاعم والذي كان مصمماً ليتناسب يومها مع الموقع ببساطته وطبيعته وتداخله مع الحديقة ومع رواد الحديقة الناس البسطاء التي هي بالاصل حديقة عامة بامتياز صممت كمتنفس للشعب لافاجئ أن هذا المطعم البسيط والرائع قد تحوّل الى كتلة مطعم ضخمة سبع نجوم وبجانبه قاعة جيم سبع نجوم لا يتناسب مطلقاً مع نسيج حديقة عامة..
ولا يعني هذا اننا لسنا مع التحديث والتطوير ولكن على ان يتم التطوير والتحديث ضمن اطار مدروس وموزون ومدروس ويتناسب ويتلاءم مع النسيج المحيط
ولن اقف هنا فقط ولكن الاخطر ان نختلق باركينغ سيارات وطريق للسيارات يخترق الحديقة الى قلبها ليصل الى جانب المطعم والجيم لتخديمهما فهو غير المقبول وغير المبرر للاسف .
فهل من المفروض ان نعلم طلابنا المعماريين شيء ونفاجئهم بواقع مختلف عما نعلمهم اياه ليفاجؤا بالنقيض تماما.
ايها المسؤولون إن مدننا الرياضية وملاعبنا تتحول الى مطاعم ومولات سبع نجوم وحدائقنا العامة والشعبية تتحول الى مطاعم سبع نجوم وصالات رياضية سبع نجوم ومن حديقة تشرين الى حديقة السلاطين
....اما من رقيب .....والله يرحمك يا كنزو تانغ دفعنالك الملاين لتصمم ثم ارتاينا فشل تصميمك وعدم ملاءمته للواقع فنكتنا شغلك وان كان لدينا ايمان ايضا انه لاشيء بالمطلق صح ولا يوجد به اخطاء
عصام بركات
مُعاد نشرهُ من 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق