عن القرار 2254 وهيئة الحكم الإنتقالي، كتب عمرو سالم

عن القرار 2254 وهيئة الحكم الإنتقالي، كتب عمرو سالم:
الجميع يتحدث عن الحل السياسي في سورية.
ومع هذا الحديث يبرز قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤.
وفي هذا القرار عدّة نقاط غامضة لم يتطرق لها أحدٌ للأسف.
واحدةٌ منها، بل أهمها هي ما سماها القرار بهيئة الحكم الانتقالي التي قال القرار بأنها يجب أن تكون كاملة الصلاحيّات.
ومن يطّلع على تاريخ الدول بشكلها المعاصر، لا يجد دولةّ مزدهرةً قامت على هيئة حكم انتقالي، إلا بعض دول أمريكا الجنوبيّة والإفريقيّة التي ما زالت تعاني من الفقر وعدم الاستقرار والانقلابات وغيرها. والتي خربتها هيئات أو مجالس الحكم.
أما في وطننا العربيّ، فقد بدأت هذه البدعة في العراق الشقيق أيّام الاحتلال ففعلت بالعراق ما فعلت، وكذلك السودان الشقيق فقسّمته وهي تريد تقسيمه مرّةً أخرى وفعلت به ما فعلت.
وليبيا الشقيقة تحت صراع الأمم والإرهابيين على أرضها، ففعلت فيها ما فعلت.
لم يشهد تاريخ الحضارات بلداُ مستقلّاُ تحكمه هيئة انتقاليّة أو غير انتقاليّة وذلك للأسباب التالية:
١ - لا بد من وجود رأس فعلي يقود أية مؤسسة وايّة منظمةٍ وأيّة دولة.
٢ - لا يمكن لهيئة أن تستطيع السيطرة على الجيش، وبالتالي يصبح الجيش جيوش وكل يوم انقلاب.
٣ - لبنان الشقيق الذي له رئيس ورئيس مجلس نواب ورئيس مجلس وزراء، لا تستطيع الحكومة فيه أخذ قرارٍ واحدٍ ملزم لمؤسسات الدولة لأن، كل فئة منها تتبع مرجعية مختلفة.
ويذهبون إلى العرب والغرب ليتوسّطوا لديه في أمر انتخاب رئيس جمهوريّة أو مجلس نيابي.
الجمهوريّة العربيّة السوريّة هي دولة وكيان.ٌ دائم قائمٌ، عانى من مشاكل هائلة.
وشعبه بكلّ أطرافه يريد أن يضع نهايةً لتلك المشاكل الهائلة ويعود إلى الحياة بطمأنينةٍ واستقرار وشفافية ويتعامل بالحب والاحترام مع إخوته العرب ومع العالم.
ولتحقيق ذلك، لا بد من بناء الثقة بين الأطياف المختلفة.
وبما أن القرار أكد على استقلال وسيادة الجمهورية العربيّة السوريّة وعلى أن يكون الحلّ سزريّاُ، فلا بد من الناحية العلميّة والتاريخيّة من إلغاء بدعة الهيئة الانتقاليّة.
أما الحوار والدستور وغيرها، فكلّ وطنيٍّ معارضٍ أو صامد يستطيع أن يتحاور مع الآخر تحت علمٍ واحد ودستورٍ واحد ورئيسٍ واحد.
وعندما يصل السوريّون إلى مقترح دستور، يتم التصويت عليه برلمانيّاً وشعبيّاُ.
وأما الانتخابات النزيهة والحرّة ووفق أعلى المعايير كما وصفها القرار، فهي أمرٌ سهلْ لا تحقّقه هيئة حكم.
ومن السماجة أن تحاول الدول التي صوتت على القرار بهذا الصيغة أن تفرض على دمشق أقدم عاصمة في العالم أن تعيد تشكيل نفسها.
تزول الدنيا قبل أن تزول الشّام.
الدكتور عمرو نذير سالم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق