في ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن وهي عملية القتل الجماعي الممنهج وطرد الأرمن التي حصلت في أراضي الدولة العثمانية على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى، نُشارككم هذا الكتاب!
أرمن دمشق - للدكتور سركيس بورنزسيان من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب للعام 2016 يجول فيها الكاتب في محطات من حياة الأرمن في دمشق ونشاطاتهم في مجالات الحياة كافة الفنية والثقافية والاجتماعية والمهنية وبصمتهم المتميزة في اندماجهم في النسيج الدمشقي حتى أصبحوا قطعة من قطع موزاييكه. 
قسم الكتاب الى سبعة أبواب تخصص كل باب في جانب من جوانب الحياة الأرمنية في دمشق، فالباب الأول يتحدث بداية عن الوجود التاريخي للأرمن في دمشق والعلاقات بين أرمينية وسورية في شرق المتوسط، وهجرات الأرمن الى سورية، فقد كانت سورية وعبر العصور ملاذا آمنا للأرمن هاجروا اليها عند تعرضهم للمحن حيث وجدوا الاستقرار والأمان.
وعرض الباب الثاني للطوائف الأرمنية في دمشق ويعتقد أن أول كنيسة أرمنية في دمشق تأسست العام 1450 في منطقة باب شرقي وعلى سور دمشق وتعرف باسم كنيسة القديس سركيس، والذي تحول مع الزمن الى دير القديس سركيس.
واحتلت الحياة الثقافية لأرمن دمشق مساحة واسعة من اهتمام المؤلف فقد توقف خلالها عند نشاط الجمعيات الثقافية الأرمنية، وبعد الحرب العالمية الأولى وإثر ازدياد الأرمن بنسبة كبيرة ظهر عدد من الكتاب الأرمن ممن لهم نشاط أدبي باللغة الأرمنية، وبعضهم وصل الى مراتب أدبية متقدمة من أشهرهم «موشيغ إشخان» حيث قام بنشر عدد من القصائد والروايات يصف فيها حياته في مدينة دمشق، ونشط عدد من أرمن دمشق في مجال الترجمة والعلم. ولم يغفل الكاتب دور الصناعات والمهن التي اشتهر بها أرمن دمشق، وخصوصا صناعة الأحذية والنسيج والصناعات الغذائية، إضافة الى البصريات والميكانيك والتصوير الضوئي.
كما أفرد بابا لبعض أعلام أرمن دمشق من مثل أديب اسحق وحبيب السيوفي والزعيم بدر الدين الجالي الأرمني منفذ مصر الفاطمية.
يقع الكتاب في 116 صفحة من القطع الكبير وهو غني بالمعلومات التاريخية والحالية لوجود الأرمن في دمشق ويستحق أن يكون مرجعا هاما لأنه يوثق تفاصيل كثيرة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والنشاطات والمهن التي تميز بها الأرمن، ووثق الكاتب فهرسا للأعلام في نهاية الكتاب حسب الترتيب الهجائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق