لفتتني هذه "المصطبة" تقع في حديقة المنشية بدمر وهي واحدة من الحدائق القليلة الكبيرة في العاصمة، لطالما كانت هذه المساحات فضاءات عامة يشغلها الاهالي ويقيمون فيها الولائم في ايام العطل الأسبوعية.
واذا نظرنا باهتمام سنجد أن هذه المصطبة تطل اطلالة رائعة على نهر بردى وتشغلها كراسي متصلة تجعل أي جالس في أي جزء منها بمواجهة الآخر، وأرجع هذا للفكر المعماري المديني الذي كان سائداً فهدف ربما لفتح مزيد من الفضاءات وتعميق الحالة المجتمعية والتواصل بين الأهالي - زوار الحديقة.
اليوم في الحدائق الجديدة أو المحدّثة هناك اعداد محدودة جداً من الكراسي، قد تكون معدومة واذا وجدت فهي متعاكسة ومتباعدة ولاتساعد على فتح اي حديث بين الناس أو أي تواصل، فإذا جاء 3 أصدقاء على أحدهم أن يبقى واقفاً فلا كرتسي متجاورة!
بينما تتزايد اعداد الناس في العاصمة ومحيطها تتناقص الفضاءات التي يستطيعون الالتئام فيها لصالح تزايد الأماكن الدينية والكافيتريات والمطاعم وهذه أماكن وظيفيّة أو مُرهقة ماديّاً، يترافق ذلك مع غياب واغلاق للمقاهي الشعبية القديمة.
وأنتم، هل تستمتعون بالحديقة في جواركم؟
هل هي موجودة أصلاً؟
وسيم السخلة 2017
لنُتابع مرصد المساحات العامة - سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق