السوريون متماسكون، يسندون بعضهم
رأس المال الاجتماعي يقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الترابط "bonding"، والتجسير "bridging"، والربط "linking".
كل نوع من هذه الأنواع يحدد التباين في قوة العلاقات وتكوين الشبكات وبالتالي النتائج المختلفة للأفراد والمجتمعات وخاصة في حالات الكوارث. العلماء يقولون أن رأس المال الاجتماعي للترابط "النوع الأول" يصف الروابط بين الأفراد المقربين عاطفياً، مثل الأصدقاء أو العائلة، وينتج عن هذا النوع روابط قوية مع مجموعة معينة.
هذه الروابط تظهر في الأزمات والكوارث الطبيعية وهناك أمثلة عديدة عنها، غير أنها تظهر مؤشرات معينة لدراسة مجتمع ما وتحليل نتائج معينة لمعرفة العمل اللازم على تقوية رأس المال الاجتماعي لمجتمع ما والنوع المطلوب العمل عليه لخلق مرونة حاسمة في الأزمات المستقبلية.
في الحقيقة مانراه من المجتمع السوري اليوم هو النوع الأول من انواع رأس المال الاجتماعي، وهذا يخلق حاجة لدى العلماء لإعادة تفسير انواع رأس المال الاجتماعي والنظر لسورية كمثال تجريبي جديد يضيف للعلم.
ما يظهر منّنا كأفراد وكمجتمع يُظهر تماسكنا الاجتماعي وعمق الثقة بين مجتمعاتنا على كامل الجغرافية السورية.
استجابتنا نحن السوريون وكل ما ظهر على الأرض لم يُظهر فقط كم أن السوريون قادرون على التماسك، انما اظهر أن السوريون هم من يبنون الجسور بينهم وقادرون على الاستجابة بدون انتظار أي جهة أو منظمة دولية أو دولة.
شكراً لكل العاملين على الأرض، من لم يكلّوا أو يملّوا أو يتعبوا رغم اننا متعبون كمجتمع ونُعَدّ جميعاً فئات ضعيفة منذ أكثر من عقد.
عبود الكزبري
*الصورة تحمل بعض المواطنين والعاملين من جهات مختلفة أثناء عمليات إخلاء مباني مُتصدعة في حيّ الصالحين بحلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق