مالعمل؟ 15 اقتراح لترتاح
مضى 15 يوم على الكارثة الكبرى، و12 عام على الأزمة المعقّدة وربّما دقائق على آخر هزّة أرضيّة من تحتنا لم نشعر بها أصلاً!
نعم علينا تصديق حقيقة أنّ الهزات الأرضيّة لم تتوقف أصلاً، لكنها قد تتراجع بالشدّة ثم تتقدّم كالأمس. وتبقى السُلطات بأنواعها عاجزة عن طمأنة الناس، فيما يلعب الجميع دور المُحذّر والمُتنبئ يُساعدهم في ذلك بحث سطحي في محرك بحث غوغل وبعض المنشورات ومشاهد حفظناها من أفلام الخيال العلمي.. نحنُ جميعاً قلقون، مالعمل؟
لنُعِد تقييم الموقف أولاً،
حلّت كارثة طبيعيّة كان من الصعب توقعها مهما بلغت الإنذارات المستمرّة منذ سنوات (راجعوا تقارير مراكز الرصد الزلزالي ومنها المركز الوطني للزلازل في سورية ستجدون أن التحذيرات مستمرة منذ سنوات ولم نتعامل معها إلا ببعض الإعجابات كأفراد ومؤسسات).
وقعت الكارثة قبل أسبوعين والآلاف ماتوا أو أصيبوا أو تشرّدوا وللكارثة ارتداداتها على شكل هزّات جديدة خفيفة وقد تصل لمتوسطة كالأمس، لا أحد لديه معلومات أكيدة فالأمر يُشبه حافلةً جماعيّة نركبُها مُجبرين مع عائلاتنا وأطفالنا ودخلت في طريق ترابي مليئ بالحُفر وليس لدينا خيار النزول أو التوقف حتى نصل لطريق مُعبّد، بالمناسبة قد يكون الأمر أبشع من هذا المثال.
مالعمل؟ إليك 15 اقتراح لترتاح
(لتحاول أن ترتاح)
1. ابدأ من مكانك في المنزل والعمل ومكان الدراسة، إدرس الخيارات من جديد ابحث عن النقطة القويّة المُدعّمة وتدرّب فيها مع العائلة أو الزملا على الجلوس في مثلث الأمان اذا كنت لاتعرف عنهُ فابحث على يوتيوب.
2. أبقِ الحقيبة مجهّزة، محتوياتها الضروريّة أنت الأقدر على تحديدها، لكن يتفق كثيرون على أنها ما تملك من أموال وذهب وبعض المياه والسكر وبعض الضمادات وبنك للطاقة وشيء يُصدر صوتا وضوء ولو كان قداحة!
3. احضر دروساً في الإسعافات الأولية مع العائلة على يوتيوب، عندما تحدث الزلازل لايُصاب أو يموت الجميع، ولهذا على الآخرين الإستجابة السريعة، لنكن جميعاً جاهزين ليكن الأمرُ مهارة جديدة نكتسبها عوضاً عن تحديات التيكتوك والمقالب التافهة التي يُتقنها السوريون في السنوات الأخيرة.
4. توقّف عن تلقي إشعارات ومنشورات تافهة، هذا الشيء أنت مسؤول عنه بالتحديد، قم بإلغاء الإعجاب والمُتابعة للصفحات التي تهوّل وتكذب، ألغ متابعة الأصدقاء المتوترين والذين ينقلون توترهم بشكل مباشر من خلال منشورات وصور وفيديو، ركز على صفحات المعلومات والصفحات الرسميّة، على ضعفها وقلّتها فإنها تنشُر أخبار موثقة فقط.
5. حاول تقليل التذمّر، المسؤولون في أي مستوى قادرون أكثر من غيرهم على تحديد مايجب فعلهُ، هُناك بعض القرارات التي تتمناها ستكون كارثيّة ولهذا من المفيد اقتراح التصرفات المناسبة للجهات المعنيّة لكن من الضروري أيضاً الإلتزام بتعليماتها، يُمكنك عدم ارسال أطفالك للمدرسة لكنّ هذا سيزيد الرعب العام والخاص حتى داخل المنزل، في النهاية أنت تقرر ما تفعله لكن القرارات لاتؤخذ من منشورات فيسبوك، رغم أن بعضها مفيد أحياناً. اذا لم تعجبك هذه النقطة أهملها، يمكننا النقاش لاحقاً.
6. توقف عن المقارنة مع دول أخرى، نعم نحنُ ضُعفاء وأحياناً عاجزون لكنه ليس الوقت المناسب للنحيب، أطلق لاحقاً حملات مناصرة وكن جزءاً من الحلول في أي مستوى تعتقد أنه ممكن، لن نقول رشح نفسك للإنتخابات البلديّة فهذا الأمر يفتح نقاشات يُمكن تأجيلها ونحنُ أول من يسعى لفتحها دوماً كمحاولة متواضعة لكن ليس وقتها الآن، ماتملكهُ الدول الأخرى قد لانملكه والعكس صحيح.
7. ليس وقتاً لتصفية الحسابات، أمام هول الكارثة علينا التوقف عن العبارات التي اعتدنا ترديدها خلال سنوات الأزمة، خلال الأيام الأولى للزلزال عُدنا مُتضامنين فلماذا نودّ الآن الإنتكاس والعودة لنكون مجموعات قطيعيّة سياسيّة ومناطقيّة؟ انتبه المطالبة برفع العقربات ليس مطلباً سياسيّاً كما يتمّ الترويج له، انه مطلب إنساني بالمطلق، لايهُمنا العقوبات على الأفراد بل على المؤسسات الحكوميّة بمختلف أنواعها.
8. راتبك الشهري لن يتحول لمعونة مجانيّة، ولهذا عليك متابعة العمل، مهما كان عملك عليك أن لاتوقف الدورة الإقتصاديّة، قد يكون تحصيل المال اليوم صعب جداً لكن البديل هو الشلل التام، كُن جزءاً غير مُعطّل، اليوم حتى الرفاهية التي قد تقدمها في عملك هي احتياجات نفسيّة ضروري للبعض، والأمثلة كثيرة.
9. لا معنى لكُلّ ما تحمله من علم وذكاء اذا كُنت السبب في ارهاب من حولك، أو بقيت تجادلتهم في معتقداتهم الدينية والروحانيّة، حافظ على توازنك، فعلى توازنك يطمئن الناس، اقرأ كثيراً عن الزلازل لكن لاتتحوّل إلى مُفكر خلال أسبوع.
10. اذا كُنتَ مُغترباً نعرف أن وضعك النفسي ليس بأفضل من سوريي الداخل، لكن لاتنقل هذا إلينا، احتفظ به لأنهُ يزيد الضرر والقهر، كُن فعالاً لطلب المساعدة لأجل السوريين، تبرّع إلى من تثق بهم مهما كانوا وأينما كانوا، لكن توقف عن توجيه الآخرين وتصنيفهم وتقسيمهم، كُل شيء بات أوضح توقف عن لعب دور المُنظّر والمُحلل.
11. البعض يودُّ اعتبار الزلزال مُفتعلاً، لاتجادلهُ هذا نقاش يطول جداً هناك الملايين ما يزالون يعتقدون بأن الأرض مُسطحة، ركّز معهم على سؤال وحيد، مالعمل الآن؟ وكيف نساعد؟
12. لكُلّ شخص طريقة في السُكون والراحة، وقد يكون لبعض العائلات تفضيلات مشتركة، لنُمارس هذا الذي قد يكون لعبة ورق أو حضور فيلم في حال جاءت الكهرباء أو حتى اعداد وجبة طعام مشتركة أو لعبة مونوبولي أو دوري للطاولة والشطرنج مع الجيران، أو ربّما صلاة جماعيّة، هذا الوقت لنكون معاً.
13. لاتتوقف عن المساعدة، لاتجعل الهلع يُنسيك أن هناك عائلات بكاملها تفترش الحدائق في كُلّ مكان في سورية، حاول المساعدة الماديّة أو المعنويّة وخصص جزءاً يسيراً من مدخولك وجهدك بشكل مستدام فآثار الكارثة ستمتد لشهور طويلة، أفرغ خزانتك من الثياب الزائدة.
14. انتبه من جديد لما تنشرهُ، الناس دوماً بانتظار تطمينات بعضهم، اذا كُنت تعتقد أن منشورك سيُخيف طفلاً أو شخصاً لاتشاركه، اذا كُنت تملك صفحة أو كنت شخصيّة عامة فتصرّف كذلك، لاتُعطي الناس أملاً كاذباً ولا تهوّل وتكذب لأجل جمع الإعجابات، يُمكنك فعل ذلك في أوقات أخرى، ببساطة يُمكنك الصمت كما صمتت مراراً من قبل.
15. فكّر لسورية من جديد، فد نكون أمام فُرصة جماعيّة لنكون أكثر أخلاقاً وصدقاً واحتراماً لبعضنا البعض، قد نكون أكثر هشاشة ولهذا قدرة عجيبة على إعادة تربيتنا من جديد لنكون أقل عنفاً وسوءاً وأكثر مودّة ورحمة بيننا ومع الآخرين.
نحن جميعاً ناجون، علينا أن نُدرك ذلك رغم خساراتا الكبيرة، خسارتنا انسانيّة ونفسيّة وصحيّة، خسارات متعددة اقتصاديّة وبشريّة وتراثيّة. لكننا نجونا على الأقل، لسنا أول دولة ولا آخرها تطوّقها الكوارث الطبيعيّة إلى جانب أزماتها المُعقدة.
وسيم السخلة
مدونة الشأن العام - سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق