عشرة أشياء لو فعلتها الحكومة لخففت من "هَرب" الشباب السوري إلى الخارج!
*هذه الأشياء ليست خطة عمل ولهذا بعضها متضارب، وهي ليست حلولاً سحرية، وليست حلولاً أكيدة، وهناك تحديات ومشاكل أخرى، ولكن على الحكومة أن تتوقف عن التصريح وتبدأ بالتفكير والعمل، مايحدث اليوم هو حالة هرب وقد تكون تخلّي.
1. التفكير مجدداً بخدمة العلم
من الممكن التفكير بطبيعة الخدمة من جديد كل دستور له طرق تعديل أصلاً، يُمكن أن يتمّ تحديد المدّة لجميع المكلّفين وليس فقط لطلاب الكليات الطبية، كما يمكن التفكير بجعل رواتب الجنود منطقيّة بل عالية ويتم تغطية هذه النفقات من اقرار بدل داخلي مثلاً، أو تقديم خدمات مدنيّة للجيش، على سبيل المثال تأسيس شركات تجارية وصناعية جديدة تتبع لوزارة الدفاع يعمل فيها الشباب بخبراتهم ودراساتهم، هناك عشرات الطرق البديلة للخدمة لمدة سنوات طويلة في مكان بعيد عن العائلة وفي عمر بناء الشخصية والخبرة وكسب العيش، بالمناسبة يُمكن إعادة التفكير في إلزاميّة الخدمة من أساسها وبناء جيش محترف يحظى جنوده بمميزات كبيرة ورواتب عالية.
2. السماح بالتعامل بغير الليرة السورية
لمّا أصبح العالم اليوم متصلاً كثيراً، وانتشر العمل الحر والعمل عبر الانترنت وبات تقديم خدمات مهنية و تجارية وفكرية خارج الحدود ممكناً، ولمّا شلّت العقوبات عمل البنوك في سورية وقاسمت الدولة وشركات التحويل السوريين في حوالاتهم، فإن فتح المجال للعمل بغير الليرة يخلق واقعاً جديداً في التصريح عن الدخل (للشباب وللتجار والصناعيين) والثقة بالمؤسسات وتقليل الخسائر في استخدام السوق الموازية وتحصيل ضرائب مناسبة، في جو من الثقة يتمّ العمل على خلقه، وقتها سيذهب الناس للإجتهاد في تحصيل فرص اقتصادية شخصيّة لكن تصبّ تحويلاتها أخيراً في السوق المحليّة.
3. ماذا نفعل في الجامعات؟
إعادة التفكير بالجامعات والأنظمة الجامعية بشكل جذري، تقليل عدد السنوات، وتقليل عدد أيام الدوام الأسبوعيّة، شكل وطبيعة الاختبارات، لغة التعليم الثانية، التدريب المهني وكل التفاصيل التعليميّة والنوادي الطلابيّة وجعل الحياة الجامعية جذابة ومنتجة وصديقة للشباب، اختصاصات المستقبل واستقدام الأساتذة من الخارج وإعادة التفكير بسياسات الاستيعاب الجامعي وجعل الجامعة في قلب سوق العمل من جديد، بناء مدن جامعية توفر سكن مناسب بأسعار منطقيّة، هذه ليست اجابات بل أسئلة!
4. رفع الحدود الدنيا للأجور
قد يكون هذا مدخلاً اقتصادياً معقداً، لكن الحدّ الأدنى للأجور منطقيّاً وإلا فالرشوة صارت هي الأجر، والسرقات والتسيّب والإهمال صار القاعدة، أيضاً في القطاع الخاص، الحدّ الأدنى لكي لاتنتشر العبوديّة الجديدة التي نراها اليوم بحيث لاتكفي الرواتب لدفع أجور المواصلات، أما عن تمويل هذه الأجور فيُمكن ترشيق القطاعات الحكوميّة مثلاً، توحيد القوانين الضريبية على أصحاب الأعمال، فرض استخدام الدفع الإلكتروني كجزء من الأجور وغيرها الكثير من التدخلات الممكنة والتي يقدّرها الإقتصاديون والخبراء.
5. مشاريع الإسكان الكبيرة، أبدى من غيرها
لايبقى الشباب في بلدان لا أمل فيها بتحصيل منزل، يجب التفكير بالإسكان من جديد وبناء مدن شبابيّة جديدة وليس فقط ضواحي ومشاريع صغيرة، يجب أن لاينتظر الشباب عشرين وثلاثين سنة للحصول على منزل، علينا التفكير بالشركات الخارجية الكبرى ورؤوس الأموال التي يمكن تمليكها مصالح تجارية في هذه الضواحي مقابل بناء وحدات سكنيّة بأسعار مناسبة للدخل وغيرها من التدخلات الممكنة، مثلاً بناء مجمعات كبيرة تتسع لآلاف الوحدات السكنية، المطلوب أن تكون فرصة المنزل الكريم مُتاحة لأي سوري بدلاً من العشوائيات التي تنافس أسعارها أسعار ضواحي متوسطة في مدن العالم، أيضاً يُمكن فرض ضرائب على البيوت الخالية من عشرات السنين والتي تُستخدم للمضاربة العقارية.
6. إلغاء ضريبة الرفاهية وجمركة البضائع والمواطن
هل مازلنا نعتبر السيارة رفاهية؟ هل الحصول على موبايل ذكي يحتاج أن تقاسم الحكومة فيه شركته الأم بربح عال جداً؟ لماذا نضطرّ إلى تصريف 100$ عند كلّ دخول إلى سورية؟ هذه الجباية يجب أن تتوقف أو على الأقل أن يتمّ تحصيل عائداتها بطرق مختلفة، فلتكن ضريبة الرفاهية على السيارات الأحدث فقط، ولترتفع الجمركة على التبغ والدخان كما في كل الدول ولتلغى مسألة جمركة المواطن على الحدود ويتمّ اقتصارها على التجار والصناعيين أو تبقى مع رفع سعر التصريف للسعر الحقيقي، هذه الجباية مُخجلة.
7. القروض الميسّرة، والضمانات الممكنة
لا يمكن الخروج من هذا الوضع الاقتصادي بانتظار الانتاج بشكله الحالي، قد يحتاج هذا لعشرات السنين غير المضمونة، علينا تأمين الاقراض لتمويل المشروعات الحقيقيّة بعيداً عن مشاريع الفطر المحاري والمُربيات المنزلية، نريد دعم الورشات الصناعية المتوسطة والزراعة المنتجة وانشاء مصانع كبيرة أجنبية أو عربية، علينا جذب المستثمرين وهذا يحتاج لإيجاد ملاءة للإقراض وتشجيع الناس على تشغيل الأموال وليس المضاربة فيها بين العقارات والذهب والدولار، يريد الناس الثقة والأمان والانفتاح الاقتصادي والقروض الحقيقيّة والممكنة للشباب، لنستعد النفط السوري من جديد بأي طريقة كانت.
8. إعادة توزيع التنمية، والتفكير بعموم الناس وتحدياتهم
كان يُمكن أن تكون الأزمة فرصة، لكنها للأسف كرّست الإنحراف التنموي باتجاه المدن ووسّعت الفارق الطبقي بين الناس، وانحرفت أيضاً تجاه بعض الجغرافيات، لن يعود الهاربون إلى المدن نحو مناطقهم دون خدمات، وتنمية حقيقيّة، وفرص اقتصادية، وأمان مجتمعي، علينا التفكير بخدمات الصرف الصحي في أبعد حي أو قرية قبل تقليم الأشجار والورود الملونة في ساحات العاصمة، علينا تأمين النقل الجماعي الكريم قبل اقامة مؤتمرات وملتقيات إعادة الإعمار، علينا توفير أدوات الطاقة الشمسيّة في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات قبل طلب التوجه إليها من الناس.
9. مشاركة حقيقية سياسية واجتماعية واقتصادية
لن تُجدي شيئاً كلّ المصالحات اذا كانت فقط أمنيّة، وكلّ المؤتمرات اذا كانت للشعارات فقط، يجب إعادة دمج الناس وتشجيعهم للانخراط بالمجال العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بعد فورة كبيرة قبل عقد ثم تراجع حاد اليوم في المشاركة وانكفاء مُحبط، مالذي يمنع من تخصيص مقاعد للشباب في المجالس المحلية ومجلس الشعب، للشباب وليس لعمر ال40، لماذا تأسيس الأحزاب معقد هكذا؟ كان قبل أكثر من قرن تأسيس حزب لايحتاج سوى ل : علم وخبر، لماذا تأسيس الجمعيات والمؤسسات مُرهق، لماذا نستخدم قانوناً من دولة الوحدة التي انتهت قانوناً، متى تكون المشاركة حقيقة وليس شعار يُصفّقُ له باستهتار.
10. لنتوقف عن طلب صورة هوية، أين الأتمتة الحقيقيّة؟
مسألة الأتمتة والخدمات الإلكترونية ليست جديدة في سورية، وهي مطروحة منذ سنوات طويلة، فلماذا هذا البطء في التحول للخدمات الإلكترونية، هل نريد الانتظار أشهراً طويلة قبل وضع خدمة بسيطة مؤتمتة، لماذا لاندرّب الموظفين ونجلب الخبراء بشكل سريع بدلاً عن هذا الوقت الطويل في التحول الرقمي، إلى اليوم عدد الخدمات محدود ولاينتشر في كل المناطق، هناك أوراق من الأساس يجب إلغائها قبل التحول الرقمي، التحول لايعني أن تصبح قادراً على أن تنجز 500 معاملة عبر الانترنت، بل يعني أن لاتعود بحاجة ل500 معاملة من أساسها نتيجة الربط وتشارك المعلومات الموحدة.
وسيم السخلة
هناك أشياء كثيرة أيضاً خطرت لكم؟ شاركونا إياها في التعليقات! #نقاشات_في_الشأن_العام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق