مع فاطمة فرواتي نتابع سلسلة ثلاثة أشياء لنقع في حُبّ مدارسنا السورية ونصل إلى الختام


 مع فاطمة فرواتي نتابع سلسلة ثلاثة أشياء لنقع في حُبّ مدارسنا السورية ونصل إلى الختام، وتقول:

أؤكد على ما بدأت به هذه السلسة..هذه الكلمات لمن يؤمن بأن عدم الوقوف مكتوفي الأيدي جمال، ولمن لازال يؤمن بالأمل وبالتعليم...كقضية، كقضية حب!
والآن، هل تذهبون معي لتفاصيل...يتناغم فيها التعليم والحب والجمال والأمل في محطتنا الأخيرة لنقع في حب مدارسنا السورية أكثر؟
ولا تنسوا أن تشاركونا أنتم أيضاً...كيف يمكننا أن نقع في حب مدارسنا السورية أكثر؟
3- لنعرف أكثر عن مدارسنا وتفاصيلها..كشأن عام، كشأن نحبه وكقيمة تلمسنا في العمق، لنشارك المعرفة...كنحن.
كما في كل التفاصيل، نحن نقع في الحب فقط عندما نعرف...وتبدأ المعرفة بالسؤال وتستمر بعيش الأجوبة!
اليوم، ماذا نعرف عن مدارسنا حقيقة؟ هل تعرفون على سبيل المثال المدارس التطبيقية في سورية والتي تقدم أنشطة متنوعة وثرية للطلاب في المرحلة الابتدائية لتنمية مواهبهم كالشعر والرسم والتجارب العلمية وغيرها وأنها تابعة للقطاع الحكومي؟
ماذا نعرف عن مدارس التجارة والصناعة والفنون ومناهجها ودورها في تشكيل المستقبل..، مستقبلنا؟
ومن يهتم بمعرفة لماذا سميت مدرسته بذاك الاسم؟ كم عائلة تهتم بالتعريف عن المدرسة والتجربة الأولى في كل مرحلة فيها؟ وما دورنا ودور الإعلام من كل هذا؟
وباستثناء النماذج القدوة، ما عدد من يعرف كيف يبادر ليحمي مواطن الجمال بحبه وكل ما نستثمر به في مدارسنا؟ من لا يكتفي بالاستثمار في الجمال وحسب بل من يخلق الجمال في الذاكرة واليوم والغد؟
ففي معظم الأحيان نسمع عن تدريبات وورشات لتبادل الحوار والممارسات الجيدة والمؤتمرات التي تهتم بقضايا المدرسة..،
لكننا نحن، من نحمل القضية في قلوبنا، لا نريد أن نتحدث عن تقارير وأرقام وحسب، نريد القيمة المضافة الحقيقية، نريد أن نرى التغيير ثم نتحدث عنه، لا أن نتحدث عنه فقط!
نريد أن نبدأ التغيير من بداية الهرم، من مدارسنا..بما ننتبه له ونعتني به في معنى أن تصير أنا وأنت...نحن!
فنعرف عن أهمية علم النفس المدرسي في المدرسة وعلم اللغة النفسي.
وعن المناهج وتصميمها حين يتناغم المعنى واللون والثقافة وصورتنا وصورة الآخر فيها وحين ننتقل من طور الدقة إلى طور التذوق..لنجد فينا ما يجلب العالم لصفوفنا.
وكيف لا تنسى تصاميم الحقيبة المدرسية صحة الطلاب حين تلامس أيديهم وجسدهم..وكيف تغدو حافلة المدرسة كجمال يغمرهم بدفء على طول الطريق لتحقيق حلمهم.
وكيف لنوعية القماش المستخدمة في اللباس المدرسي أن تساهم حقيقة في أن يصبح محبباً وأنيقاً ومريحاً!
ولاشك أنه ثمة مشاريع تعليمية في الجهات الغير حكومية تحمل في شعاراتها أهمية المدرسة وتعمل من أجل الوصول إلى 'التعليم الجيد' كهدف من أهداف التنمية المستدامة، لكننا نريد أن نعرف مدارسنا حين يقود المختصين التغيير كما نريد ونحلم..وأن تكون القيادة بحب وبتفكير ريادي كحالة عامة وليست الاستثناء، قيادة تجعلنا كلنا..معاً.
فنرى مشاريع مبتكرة لاستثمار المساحات المدرسية داخل وخارج أوقات الدوام الرسمي!
وكيف يتجلى الجمال حين تصير المدرسة مساحات تتسع لأملنا، كلنا..ومنها، إلينا، إلى العالم، إذ نذهب مرة إلى المتحف المدرسي في سورية ليلهمنا بالسؤال: "كيف نستمر..ومن نحن كجزء من كل؟"
ومرة لنتحدث في بيت عربي قديم أو ساحة تطل منها السماء ويغمرها الورد الندي والأمان...عن هويتنا وعن رضا سعيد ورشدي كيخيا وعبد الرحمن الكواكبي وخالد العظم ولا ينتهي الحديث في ذاك البيت ولكن يستمر منه..إلى المجتمع والعالم!
وكيف تنعكس هويتنا والثقافة في تصاميم ورسومات القرطاسية، في غلاف الدفتر والحقيبة المدرسية والشعارات دون أن ننسانا أو ننسى الآخر.
لتبقى ال"نحن" ومشاركة تجلياتها بحب أول مانستثمر به في مدارسنا..وليبقى التعليم قضية، قضية حب!
ملحق:
لتكون ال"نحن" حقيقة، من الجيد أن نبدأ ولو بأثر صغير...كأثر الفراشة!
لي أن أخبركم ببعض المعلومات الإضافية لتعرفوا أكثر عن المدرسة التطبيقية:
تسمى هذه المدرسة أيضاً بمدرسة الأنشطة التطبيقية أو المدرسة التطبيقية للمناشط الطلائعية أو مدرسة الأنشطة والتطبيقات المسلكية.
هدفها الرئيسي:
تقديم أنشطة لتطوير الإبداع لدى الطلاب وتنمية مواهبهم.
ماذا يعني ذلك؟
لنفترض أن طفلك لديه موهبة بكتابة الشعر، ستقدم المدرسة مساحة إبداعية تحتضن تلك الموهبة عبر تقديم أنشطة مدروسة ومن قبل أفراد مختصين لتنميتها!
وتستقبل هذه المدرسة الطلاب بما لا يتعارض مع أوقات دوامهم الرسمي في المدارس خلال العام الدراسي، وتستهدف الطلاب في المرحلة الابتدائية فقط وعادة يقوم المنشطون ببداية كل فصل دراسي بجولات على مدارس الحي الموجودة فيه للتعريف عن الأنشطة فيها.
وإن أحببتم المساعدة، فمن الجيد أيضاً أن نتعاون لنعرف عن مواقعها في كل المحافظات السورية، سأبدأ أنا وأرفق لكم موقعها في مدينة حلب ضمن التعليقات.
هل تعرفون أحداً من الأفراد الذين كانت لهم تجربة مع المدارس التطبيقية أو من المسؤولين من يستطيع مساعدتنا..لنعرف عن مواقعها بالتفصيل ومن مصادر موثوقة؟
فاطمة فرواتي
تمت، بحب.
*الصورة: مدرسة الشهيد أحمد درويش - مدينة حلب
Fatima D. Farwati

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق