كتبت ماريا توماس مجدداً عن العام الدراسي في الحسكة السورية


 كتبت ماريا توماس مجدداً عن العام الدراسي في الحسكة السورية:

في كل سنة وعند انطلاق العام الدراسي، يتكرر نفس المشهد في شوارع مدينتي الحسكة والقامشلي، آلاف الطلاب من جميع المراحل الدراسية يتوجهون إلى المدارس المتواجدة ضمن "المربع الأمني" باستخدام طرق أقل ما يقال عنها أنها غير إنسانية، والمربع الأمني هي المنطقة الصغيرة الخاضعة لسيطرة الدولة السورية في المدينتين،و تضم عدد من المدارس لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
وهي المدارس الوحيدة التي يتم فيها إعطاء المناهج المعترف بها سواء في الجامعات السورية أو جامعات خارج البلد.في مقابل آلاف المدارس المُستولى عليها من قبل ما يسمى الإدارة الذاتية، والتي يتم فيها إعطاء مناهج غير معترف بها حتى من قبلهم!
هل تعلم عزيزي القارئ أن وسيلة النقل الأساسية المعتمدة من قبل الأهالي لإرسال أبنائهم للمدرسة هي في الغالب سيارات "السوزوكي"!؟ نعم للأسف، جيل المستقبل يتنقل باستخدام سيارات الشحن الصغيرة والتي تستخدم عادة لنقل البضائع والدواب! وذلك بسبب التضييقات التي تقوم بها الإدارة الذاتية على السكان المدنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية.
أين يتابع أبناء مسؤولي ما يسمى الإدارة الذاتية تحصيلهم العلمي؟! قد تبدو الإجابة بالنسبة لأي شخص بديهية! ولكن في الحقيقة لا! حيث أن أبناء الأشخاص أنفسهم الذين أصدروا قرارات الاستيلاء على المدارس و منعوا المدرسين من تدريس المناهج السورية حتى خارج مدارس الدولة وقاموا بمعاقبتهم يدرسون اليوم وبشكل علني في المدارس التي تقوم بإعطاء هذه المناهج، نعم! هل لكم أن تتخيلوا كم الوقاحة!
في آخر حديث دار بيني وبين أحد الأساتذة في إحدى المدارس الحكومية، أخبرني أنه يقوم بشرح الدرس وهو واقف في ممر المدرسة وذلك بسبب امتلاء الصف بأكمله بالتلاميذ والذين يضطرون في بعض الأحيان لافتراش الأرض، فالعدد ممكن أن يصل أحيانا إلى ٨٠ تلميذا، هل لكم أن تتخيلوا هذا العدد؟ ماذا عن جودة التعليم الذي يتلقاه هؤلاء التلاميذ مع وجود هذا العدد الهائل؟
يوجد آلاف الأطفال في محافظة الحسكة اليوم مهددون بالانقطاع عن الدراسة وبالتالي عدم حصولهم على أبسط حقوقهم وهو التعليم، بسبب الصعوبات والمضايقات التي يتعرضون لها,ف هل تلقى نداءاتهم آذان صاغية عند من يدّعون الديمقراطية؟!
ماريا توماس
(اسم مستعار)
* الصورة لمدرسة عبد الله القادري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق