كتب د هادي شرف حول حديقة السبكي متوجهاً لمحافظ دمشق


 يوم بعد آخر تضيق المساحات العامة في العاصمة ويتمّ الإجهاز عليها! كتب د هادي شرف حول حديقة السبكي متوجهاً لمحافظ دمشق:

تحيه عطره وبعد
منذ اسبوعين قمت بزيارة حديقة السبكي مع مجموعة من طلابي ، ماجستير التأهيل والتخصص في هندسة الحدائق والمشهد الطبيعي
للوقوف على حالة الحديقة ومايلزمها من تخطيط لتطوير عناصرها المعمارية والحدائقية لتصبح مواكبة لحاجة روادها.. تحت عنوان تشاركية العمل العلمي الأكاديمي مع الجهات التنفيذية في الحكومه ....
والطلاب الآن بصدد إعداد بحث عملي علمي شامل يعيد التألق للحديقة ويعيد الراحة والسعادة لعشاق الحديقة الذين انتظموا مؤخرا"في جمعية رسمية تحت اسم جمعية أصدقاء حديقة السبكي وعددهم لايقل عن ٦آلاف عاشق كانو أطفالا"حين تأسست الحديقة عام ١٩٥٥ والآن أصبحوا كهولا"يرتضون أن تعود حديقتهم كما كانت سابقا" منسجمة مع محيطها من حيث الطراز والمستوى الجمالي والاجتماعي الذي يليق بها...
اليوم وصلتنا أخباراً غير ساره رشحت من اجتماع تم بالأمس مع بعض أعضاء الجمعية مع السيد المحافظ، مفادها أنه سيتم تنفيذ طلب الجمعية تسوير الحديقة بالأسلاك الشائكة !!! ومن خلفها زراعة المرجان بشكل مؤقت ، ريثما يتم تنفيذ مشررررروع المرآب الطابقي تحت أرض الحديقة بعمق أربع طوابق منهم طابق تجاري...!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟
بعدها يتم تنفيذ حديقة عصرية مكان الحديقة السابقه
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!
السيد المحافظ
نحن عشاق حديقة السبكي من أهالي الشام ومن المقيمين في دمشق قد انتظمنا في جمعية رسمية حصلت على كافة الموافقات القانونية ليكون لها رأي فيما ستؤول اليه حديقة السبكي فالكراج الذي تتكلمون عنه لايجب أن يتم على حساب معلم بيئي جميل أسس على أعلى مستوى هندسي معماري زراعي في ذلك الزمن الذي مضى على تنفيذه مالايقل عن ٦٧ عاما"ودخل ذاكرة كل الأجيال التي عاشت تلك المرحله ..
وأجزم أن من أبسط حقوق المواطنة في هذا البلد مراعاة هذا الحق وعلى الأقل فتح حوار بهذا الشأن لتوضيح الأسباب الموجبة لاتخاذ مثل هذه القرارات الصادمة التي لم تراعي أبدا"ذاكرة مدينه كانت في يوم من الأيام من أجمل عواصم المنطقة على المستوى الإقليمي ، ولنا في المدينة تجارب متعدده مع مثل هذه القرارات التي أدت الى انحدار المستوى البيئي والجمالي لمدينة دمشق
واذا ما نفذ القرار لانشك بأنه سيتعثر بعد حفر الجورة الهائلة البديلة عن الحديقة ولتقف بالدور خلف جورة محطة الحجاز واذا ماقدر لها أن ينفذ فيها هيكل البناء سيقف بالدور خلف بناء يلبغا الشهير وكراج البناء المقابل للبرلمان..
واذا مانفذت تلك الحديقة العصرية على السطح البيتوني التي سمعنا بها لن تكون أفضل
من أبسط حديقة منصفات الشوارع الخالية من الظلال والإحساس الحميمي ...
اذهبوا وافعلوا ماشئتم في ساحة عرنوس التي تبعد مائة متر عن عروس الشام حديقة (البطات) السبكي الشهيرة على المستوى العربي ..
احفروا تحت ساحة عرنوس العمق الذي تروه مناسبا"هناك لاضير فالساحة لاتملك ذاكرة لأنها أحدثت بعد حريق جامع عرنوس ومناسبة جدا" لمثل هكذا مشروع ويمكن أن نرى مقدرتكم بالتصدي لكراج المواصلات القريب من سوق الحميديه والذي له على هذا الحال أكثر من نصف قرن...
السيد المحافظ لك احترامي ومودتي ..أتمنى أن تحافظوا على معالم مدينة دمشق التي صنعت في يوم من الأيام هويتها وهي آخذة بالإندثار ومنها أنهارها السبعه العذبة المياه وبساتينها الخضراء التي باتت أبنية رمادية اللون كئيبة المنظر...ولتصبح حصة المواطن في مدينة دمشق من الحدائق مايعادل ٦٠ سم٢ في الوقت الذي تكون فيه حصة المواطن في الدول العادية في محيطنا لاأقل من ١٦م٢ .....
آسف للإطاله وللحديث بقيه، شكراً
د.هادي شرف
عضو مؤسس ومدرس في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي جامعة دمشق- نائب سابق في مجلس الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق