عن غياب ثقافة وصناعة المُلصق العام، دوّنت كاترين ورد


 عن غياب ثقافة وصناعة المُلصق العام، دوّنت كاترين ورد:

نعاني من غياب ثقافة وصناعة مطبوعات بشكل عام وملصقات بشكل خاص تتناول المجال والشأن العام السوري لأن هذه المطبوعات تحتاج الى من يتبناها وينتجها.
في الدول المجاورة مثل لبنان والاردن ومصر، نرى انتاج بصري كبير ينعكس على الشوارع والمحال والزواريب وواجهات المقاهي والمحلات. بشكل عام هذه المنتجات تنتج من قبل جمعيات محلية صغيرة الحجم ناشطة في المجتمع المدني ومتخصصة للعمل في مجال محدد او لمناصرة قضية واضحة واحدة او عدد من القضايا المتمحورة حول جوهر واحد.
تتبنى هذه الجمعيات من خلال حرية عملها المدني والدعم الذي تحصل عليه من خلال جمع التبرعات الداخلية او الخارجية او حتى استقطاب مانحين صغيري الحجم يؤمنون بالفكرة والجوهر ذاته. بهذا تستطيع ان تدعم كتاب وفنانين ومصممين غرافيكيين وتشتري انتاجاتهم وتقوم بعملية الطبع والنشر والحصول على الموافقات اللازمة اصولا.
في سوريا يختلف الوضع،حيث ان الجهات العاملة على الارض تقتصر غالبا على منظمات كبيرة الحجم تعمل ضمن قطاعات تحت عناوين عريضة مثل الصحة، التعليم الخ.
وتتمحور حملات واعلانات ومطبوعات ومنشورات هذه المنظمات حول المواضيع العامة جدا والتي اعتدنا عليها كل عام في نفس التوقيت (حملات لقاح، توعية عن الكشف المبكر لسرطان الثدي، تسجيل الاطفال في المدارس.. الخ)
للاسف ان تكرار هذه الحملات، ورغم المحاولات لاضفاء شيء من الابتكار في كل عام، يجعلها تفقد قدرتها على شد انتباه المواطن فهي اصبحت معتادة وروتينية.
بالاضافة لكونها نتاج لاهداف رسمية وزارية كانت او عالمية ولامجال لديها لتتفرع وتخدم قضايا محلية عامة لا يمكن ان يطرحها او يشعر بها الا المجموعات المحلية جدا والمؤمنة بما تناصر له او توعي عنه.
هنا (أي في مجتمعات المناصرة المحلية الصغيرة) يضفي العامل الشخصي للدفاع عن قضية عامة الدينامو للبحث عن الشكل الاجمل والاكثر ابداعا(الفن) للفت نظر وحشد مهتمين اخرين.
وبذلك يضاف على جدران الشوارع ليس فقط مايلمس المجتمع المحلي لمسة حميمة وملفتة للنظر إنما فن جميل يجذب ويُلهم ويثير الاهتمام.
فن الشارع في مصر على سبيل المثال هو الاكثر غنى بين المدن العربية، مثل اغلب المدن الاوروبية تمتلأ الجدران بالملصقات والجرافيتي وكل لوحة \ عمل تلقي الضوء على قضية مجتمعية معينة, ماهو محبوب من الشعوب.
في سوريا يقتصر مانراه على جدران شوارعنا ولافتات بلدنا على كل ما هو تجاري بحت مفتقد للإبداع والفن والجمالية اهدافه مادية وتجارية، في حين يتبيّن لنا بوضوح اهمية الوعي والفن للجميع وتتجلى أهمية الفن في الشارع حيث ان الشارع يجمع كل أطياف المجتمع, والفن في الشارع بإمكانه رفع قيمة الفن ذاته وهي قيمة نحتاجها جميعاً.
كاترين ورد
*الصورة: عمل ليزن غراوي لصالح مدونة الشأن العام - سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق