عادت With Fatima لطرح بعض النقاشات المحليّة: هل ننشر ثقافة التعليم اللاصفي في سورية؟ بأثر وحب..حقيقي؟
في حين يكاد لا يخلو أي بحث علمي دولي أو محلي يعنى بدور التواصل للحصول على تجربة ذات أثر حقيقي ضمن العملية التعليمية من التأكيد على أهمية التواصل الغير لفظي للأماكن ودورها في زيادة الوعي الثقافي والاجتماعي.
يبقى السؤال...ماذا لو لم يقولب المكان على أنه محض 'جماد' ضمن العملية التعليمية لدى معظم الجهات التي تقدم الخدمات التعليمية؟
ماذا لو رأينا بعده الخامس..؟
الشعور الذي يخلقه فيك، مابعد الشعور، تحفيز الإلهام والإبداع، الثقافة، السلوك، بناء الهوية، النمو!
هل نمضي حقيقة من الصف إلى...العالم؟ ليس إلى العالم وحسب..، بل لعيش العالم...لا أن نخرج عن صفحات كتبنا وحسب، بل أن نتذوقها بحب في سياقها الثقافي، من الداخل إلى الخارج..ومن الخارج إلى العمق، عمق التجربة التي تلمس فيك مايضيء...وما يستمر بأثر....حين تعيشها بكلك..وحتى آخر التفاصيل؛ ومابعد آخرها!
أوتعرف..؟
ما معنى أن تتعلم وتعلم في الحياة ولها...وأنت تتنفس الصباح ذات شروق؛ وتعيش العناوين عن محطة حلب فيك..حين تدري في ماوراء المعنى عن أنواع القطارات ووجود قطار الشرق السريع المتجه من حلب إلى برلين...، عن الساعة المتصلة سلكياً بغيرها من الساعات لتعطي توقيتاً موحداً خاصاً بالقطارات!
عن أنواع العربات..وتلك التي يزين الموزاييك داخلها..لتلمسه بيديك وتبقيه في ذاكرتك الجمالية كأنك تهيم في ثقافة الشرق أكثر...، في كل مرة، كأول مرة!
ما معنى أن تشارك...لحظة كأبد تتماهى بفكرك وأنت ترى وتتذوق معنى الأسواق القديمة في خان حلبي، عن فتحات السقوف التي تحمل لك الشمس...ونسيم المكان البارد يحمله الغار مرة..والزعتر الحلبي مرة أخرى ثم تأخذك خبرة الرهافة والتجربة معاً حين يخبرك الطلاب من مختلف الأماكن البعيدة بعيون تضيء على مهل وهي تتذوق المعنى، معنى التجربة: "آنسة، أنا ما كنت بتصور حلب..هيك، الأسواق كتير حلوة"!
لم أرد بالمعنى ذاك الذي يتجلى حدوثه في حدود المكان وحسب بل ما يأخذك بكلك إلى ما وراءه...، حين ندع أسئلة مثيرة للشغف والإلهام في الفكر والروح بعد كل تجربة تعليم لاصفية...
كيف فكر من صنع كل هذا الجمال حتى صار هكذا..بتجلياته؟
كيف ننمو اجتماعياً وشخصياً ومهنياً...حين نتعلم ونعلم بإلهام وابتكار؟
كيف لا تبتعد دوائر التعليم عن الحياة التي تعاش...بل تتلاقى بجمال معاً؟
كيف نحمل المسؤولية لصناعة أثر مشترك...ونبادر لنؤثثه ونبقيه...ونستثمر بعقولنا وروحنا وبصيرتنا فيه؟
وكيف نحمل قضية التعليم في كل مرة...كقضية حب؟!
فاطمة فرواتي
Fatima D. Farwati
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق