حول أحداث الشغب في صالة غزوان أبو زيد بين جمهوري الوحدة الدمشقي و الكرامة الحمصي، كتب حسن حميدي:
من الملاحظ مؤخراً تزايد عدد المباريات التي يُثار فيها الشغب خلال الفترة الزمنية المحددة اذا ما قارنا نسبة الشغب قبل ثلاث سنوات بما يحصل اليوم ، لعل أبرز الحالات التي حضرتها مؤخرا ضمن صالات لعبة كرة السلة "اللعبة الراقية سابقا" كانت ضمن صالة الفيحاء في مباراة نهائي كأس السوبر التي توج بها الأهلي الحلبي ضد الوحدة الدمشقي ،و ما إن لبثت أن انتهت المباراة حتى بوشرت أعمال الشغب بعدها و مباراة الذهاب هذا الموسم بين ذات الفريقين و ما رافقها من أحداث أمنية ضد الجماهير القادمة من حلب و كنت ملاصقا لها لحظة التصادم مع أحداث تخريب لصالة الفيحاء في ذات المباراة ما أسفر عن وقوع عدة إصابات بين الجماهير إضافة لتوقيف البعض من ألتراس نادي الوحدة على ذمة التحقيق اثر شتائم جماعية وجهت لحلب
البارحة انتشرت عصرا و على نحو مفاجئ صور لصالة غزوان أبو زيد تظهر الشاشة الإلكترونية و عدد من مرافق الصالة كالحمامات و غيرها محطمة أو أصابها العطب بعد مباراة فاز فيها الضيوف الوحدة الدمشقي فمن غير المعقول افتراضيا أن يتسببوا بتحطيم الصالة !! ولا أعتقد أن الكرامة الحمصي قد فعلها كونها صالتهم الوحيدة في حمص التي دخلت الخارطة السلوية قبل سنتين لتكسر هيمنة حلب و دمشق بعد 70 عاما ! لذا أرجح كونها كانت بفعلة فاعل
في ذات اليوم مساءا و بعد مباراة انتهت بفوز أصحاب الأرض أعمال شغب انتهت بوصول العديد من المشجعين إلى العناية المشددة في أحداث شارك فيها اللاعبون الخاسرون الذي يفترض كونهم قدوة للأطفال بالأحداث الجماهيرية مع تواجد قليل لقوات الأمن !
أعتقد أن هناك من يسعى للإيقاع بالسوريين جميعا و تفتيت أي روابط اجتماعية بينهم من بوابة الرياضة تمهيداً لحادثة قد يكون عنوانها الرئيسي هو الدماء المنسكبة على صالات الرياضة
قيل ثلاثة شهور تقريباً و ضمن المحاور التي اعتمدتها صفحه مدونة الشأن العام - سورية : طلبت الصفحة من متابعيها السوريي التقدم بمقترحات رياضية فقمت بكتابة ما يلي مع تعديل جديد قمت بكتابته للتنويه عليه لحدث دموي عربي ليس بعيدا عن تاريخنا :
بيوت الرياضة بين الاستقرار و الشغب ، ما الحل ؟
استحوذت الرياضة السورية على اختلاف منشآتها "ملعب قدم - صالة سلة أو غيرها من الألعاب الجماعية" التي تستثير أعصاب الجماهير على نشرات الأخبار أو في مطالع "التريندات" في الصفحات السورية قبل الإعلام الرسمي ، و كان العنوان الأبرز هو الشغب في الفترة الأخيرة
أقترح أن يتم التعاون بين وزارة الداخلية و الاتحاد الرياضي العام إنشاء شركة معنية بالأمن الرياضي "فمع محبتنا لكوادر وزارة الداخلية أنفسهم و اعتزازنا بكل مرة يقومون فيها بجهود جبارة فأنهم مهيؤون نفسيا للقبض على المجرمين و استتباب الأمن العام ، لا للسيطرة على المدرجات الرياضية و هو لا انتقاص بل اختصاص ، كالفرق بين قوات الشرطة و قوات الجيش
يمكن أن تقوم شركة الأمن الرياضي بأي مسمى بوظائف عدة ، منها تأمين انسيابية الدخول إلى الملاعب دون التصادم خارجها و ذلك عبر فتح جميع البوابات لا حصرها في واحد أو اثنين كما حصل و يحصل في العديد من المواقف و المناسبات التي تظهر الجماهير في أسوأ صورة لا حضارية في أحد أهم معالم التحضر و هي الرياضة
تعنى شركة الأمن الرياضي كذلك بمهمة توزيع البطاقات للجماهير ، بحيث يمنع من الدخول كل من لم يشتر البطاقة عبرهم ، و منها يمكن مراقبة الملاعب عبر الكاميرات و تحديد الأفراد المسؤولين عن الشغب بواسطة التسجيل من بيانات الهوية الوطنية تمهيدا لوضع غرامات مضاعفة عليهم أو حتى منعهم من دخول الملاعب و الصالات حسب سبب العقوبة المبين في قوائم جاهزة تشرح الأسباب للجميع و تلزم الأندية بنشرها على صفحاتها الرسمية في منطلق هذه الخطوة و على مداخل الملاعب و الصالات للتبيان دون ادعاء المظلومية
فيلزم حينها المشجع لا النادي ، بتعويض الملعب و النادي عما افتعل ، و أعتقد أنها ستخلق جواً من المسؤولية الإجبارية كون الأغلبية سيعتبرون الملعب من ممتلكاتهم التي ستضر بهم فيما لو كشفوا عبر الكاميرات
للتشجيع على الدخول الالكتروني يتم في مبتدأ الأمر ، توزيع البطاقات مع و دون الدخول الالكتروني و لكن مع اختلاف في السعر حيث يدخل المشجع المسجل عبر الموقع أو التطبيق بتكلفة منخفضة 25٪ - 50٪ عن الدخول العام المعتاد عليه أو برفع القيمة بنسبة 200٪ للبطاقات من خارج التسجيل الالكتروني و من ثم الإجبار بالتسجيل الالكتروني أو الدخول عبر سحب بيانات الهوية الوطنية على الحاسوب في مداخل المدن الرياضية بواسطة أجهزة مسح الكتروني كتلك الموجودة في شركات و نقاط الاتصالات حتى تتم تحقيق الرقابة الكافية
كما يجب أن يتوفر عدد X عنصر من قوات الأمن الرياضي مقابل Y مشجع من الجماهير المسموح لها بالدخول بشكل مدروس حيث تكون الملاعب مضبوطة دون تصادمات جماهيرية لا يحمد عقباها و لنا في الأشقاء بمصر بين الأهلي القاهري و المصري البورسعيدي مثالا على الصورة القادمة مالم يتم البدء بالاجراءات المضادة و
لمن لا يعلم :
في مطلع عام 2012 حدث صدام بين جماهير المصري البورسعيدي و الأهلي القاهري سقط فيها 72 مشجعا أهلاويا و 2 من مشجعي المصري ، و أصيب قرابة 1000 مشجع من الطرفين و ناهز الحضور حوالي 19 ألف مشجع ، 3 آلاف منهم هم الضيوف الأهلاوية
أعلن الحداد في النادي الأهلي و قررت الإدارة عدم اللعب في محافظة بورسعيد لخمسة أعوام ، و قيل أن السبب هو رفع لافتة كتب عليها "بلد البالة مجبتش رجالة" بكونها أساءت لمدينة بكاملها بينما احتج آخرون بقلة تعداد القوات الأمنية لضبط الشغب و منع دخول الأسلحة البيضاء من سكاكين و عصي و غيرها رغم اتفاق جميع الأندية على عدم بدء الدوري قبل تعهد الداخلية بدخول عدد كاف من القوات لتأمين الملاعب إذ كان شرط الأمن و الأمان ضرورة بسبب حالة عدم الاستقرار التي رافقت فترة ما بعد الثورة 2011 ، ما حصل بعد الملعب لم يقل عما حصل داخله من احتجاجات و مطالبات بالقصاص و قرر القضاء المصري اعدام ما يقارب 50 متهما و توقيف المئات في السجون
لم تقتصر أعمال الشغب التي نتج عنها وفيات على مصر بل في سوريا ، حدثت حالتان في ملاعب كرة القدم :
الأولى عام 2008 في دمشق : توفي بعد التعدي عليه ضرباً المشجع الأهلاوي علي عثمان الملقب شيبوب
الثانية في اللاذقية 2019 حيث توفي المشجع التشريني عبد الحليم حوا بعد إصابته بمفرقع ناري نقل على إثرها إلى المستشفى و أجريت له عملية جراحية استئصلت بها جزء من رئته دون جدوى ليفارق الحياة
قد تكون ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة تحشيد الجماهير ضد بعضها فيتم تعميم تعليق لمشجع أهلاوي على مدينة حلب و من يشجع الأهلي في البلاد و تعميم تعليقات الكرماوي و الوحداوي على مدنهم في حمص و دمشق و منها ما يتم أخذ لقطة شاشة لها لمشاركتها على المجموعات الرياضية و إظهار التعليق بكل ما يحمله من شتائم دون اعتبار احتمال كون الحساب مزيف لا قيمة اعتبارية له على وسائل التواصل الاجتماعي و لربما تم انشاؤه لغايات التفرقة أساسا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، سورة التوبة الاية 107
تحدثت الآية عن المساجد التي لا غاية لها سوى التفرقة للمؤمنين رغم القسم بحسن النوايا ، هذا في عصر كان الإنسان حضوره و رأيه وجوديا مباشراً ، لا أولئك الذين من خلف الشاشات و إنشاء عشرات الصفحات الوهمية و سهولة تغيير بياناتها كبساطة شرب الماء و استخدام الصفحات لغايات سياسية أو اجتماعية مجهولة ..
كل ما أتمناه في الفترة الحالية و الحاضرة القريبة هو الحذر و الترصد حتى على حساب إلغاء الموسم الرياضي في أسوأ الأحوال أو تأجيله إلى حين اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة لحماية المشجعين لا سيما أن من بين الحضور عائلات و أطفال و نساء !
حسين حميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق