كتب سامي قرملي: تقول روزا لوكسمبورغ :"أولئك الذين لا يتحرّكون، لا يلاحظون السلاسل التي تقيّدهم."
سعادتي كبيرة اليوم بأن تكون الحركة الحقيقية قد بدأت من كلية الطب البشري/دمشق في مسار الاعتمادية العالمية لمؤسساتنا التعليمية.
لكن كانت هواجسي وترقّبي للمستقبل بقدر تلك السعادة وأكثر.
وهذا القلق يشاركني فيه كل طالب ومدرّس في الجامعات السورية ، خصوصاً عندما عرفنا بأنّ هناك شروط ومتطلبات يجب على كل الجامعات تحقيقها قبل عام 2024.
وفي حال عدم تحقيق تلك المتطلبات لن يكون هناك أي اعتماد او اعتراف دولي لأي شهادة جامعية.
حيث قرروا أن يكون تقييم الخرّيج معتمداً على روائز تتعلق بالمؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها وليس مقدراته الخاصة أو تحصيله العلمي.
بدأ هذا القلق يتلاشى قليلاً عندما رأيت كل رؤساء الأقسام في الكلية جاهزين للمشاركة بنقلة نوعية تحارب ما تبقى من وقت قليل.
في الحقيقة كان معي تميمة أخرى جعلت مخاوفي تتبدّد نوعاً ما ، الكتاب الذي نُشر عام ١٩٦٥ من المجلس الأعلى للعلوم في سورية الذي حصلت عليه منذ فترة قريبة ، فيه أبحاث أهم أطباء سورية من الرّعيل الأول الذين نشروا معرفتهم على مستوى العالم رغم شُح المصادر العلميّة وصعوبة الوصول لها في ذاك الوقت.
ليعطيني ذلك مؤشراً بأن المهمة المستحيلة يمكن أن تتحوّل لمهمة صعبة ومن ثم مهمة قابلة للتحقيق.
لا يمكن لجامعة دمشق إلّا أن تكون على مستوى خرّيجيها المتميزين مهما عصفت بها المصائب مدى الدهر.
ومن الهام جداً أن نجعل للقلق مكاناً بقدر الأمل ولا يكون هناك أي استراحة أو اطمئنان إلا عند إنجاز المهمة كاملة.
أملي كبير بأن يكون كل طالب وأستاذ في هذا الصرح على دراية تامة بأهمية الموضوع وتحقيق شراكة حقيقية قد تكون الأولى من نوعها.
أعرف تماما أن هناك من قد يستخف بمقدرات الكلية ، ولكن علينا أن نتذكر جميعاً أنه من عام ١٩٢٣ وإلى الآن ما زال الخرّيج السوري قادراً على إثبات وجوده مع كل متغيّرات الظروف.
وسيقول البعض الآخر أنّ ما تبقى من خبرات علمية في جامعاتنا قليلة...
ولكن الإجابة الحاسمة عند فيروز لهذا الجدل الذي لا طائل منه إلا هدر ما تبقى من فرصة أخيرة :
"منكمّل باللي بقيوا..كتار قلال منكمّل باللي بقيوا"
سامي قرملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق