سلب الوقت
أكاد أكون موقناً أن أكبر خسائرنا الهائلة نحن السوريون هو الوقت ، نسمع كثيراً عن سلب للأموال والملكيات والأفكار لكن ربما أخطر شيء لدينا سلبُ الوقت
هل تدركون فعلاً كم السنين التي ضاعت علينا ، تخسر الشعوب ضحايا ، أراض ، والسوريون يخسرن بشكل مضاعف الوقت
كل التعليم - هنا أعمم - الذي لدينا متأخر والفائدة من الموت لأجله والتخرج كالفائدة من عصير الموز ، هل يفيد عصير الموز ؟
دعك من التعليم وانظر إلى ماحل بنا ، ماذا صنعنا خلال هذه السنوات ؟
نحن ببساطة استنفذنا ماضينا بكل صفحاته ولم يبق ربما شيء غير أن نموت لأجله كما فعل كثير مننا
دعك من مجموعة مكونة من مئات الشباب استطاعت في السنوات الأخيرة تحقيق مكاسب في مجتمعاتها الصغيرة وبعضهم نجح هنا وهناك ، دعك من المئات الذين استثمروا أوروبا وتعلموا لغات العالم وأصبحوا لاعبين أساسيين ، أنا أتحدث عن الملايين الآخرين أيها الأصدقاء ! .. الملايين
كم سوري يحمل اليوم سلاحاً ، منذ متى ولأجل ماذا؟ كم سوري لا يحلم بشيء في سورية ينام ليستيقظ ؟ كم سوري يحلم بسورية وما معه شيء ، أي شيء ؟ هل فكرتم كيف سلب وقتنا ؟
لم نبن هويّة -صراع الهوية صراع آخر ، شارعت 5 من الدكاترة يوماً لأنّي قلتُ ربما أزمة هويّة - ، الشعوب قد تبني هوياتها في هذه الأوقات ، سحقنا أحلامنا ، بددنا محيطنا عزلناه ، اصطفيناه ، فككناه من البداية وننتظر أن يطل نبيّ علينا !
لم نتقدم ، بقينا ندافع عن الوقوف ، لو كان وقوفنا في الصف الأخير في أطول رتل في هذا العالم ، رتل طويل كأنه رتل القدر ، هل شاهدت اثنين يتعاركان لأجل الدور الأخير ؟
السوريون تعاركوا لأجل الدور الأخير كلّ هذه السنين ثم أحد ما ألغى الدور كلّه لكننا بقينا نتصارع
أخشى أن أقول أنها السنة الثامنة لأنها تبدو وكأنها اليوم الأول والرصاصة الأولى ، العالم يستهزء بنا وفي أحسن الأحوال هو يشفق علينا
هذا ليس نعياً ، لكن دعونا نفكر في هذا الوقت نحركه بدلاً من انتظاره ، كيف نجيب على سؤال الضمير يوماً "ماذا فعلت أنت وقتها ؟ "
*ثمّة من علق هذه الوردة فأعاد احيائها
وسيم السخلة
2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق