عن بديهيّات عيشنا وتفاصيل صغيرة يومية ضروريّة، دوّنت بتول ملبنجي:


عن بديهيّات عيشنا وتفاصيل صغيرة يومية ضروريّة، دوّنت بتول ملبنجي:
كانوا قديماً يقولونَ مَثلاً مشهوراً(ما بخاف على أمتي من الفقر، بخاف عليها من قلة التدبير)، وأعتقد أنّ هذا المثل مناسب جداً لوقتنا الحالي، فوسط غلاء الأسعار والبطالة، وعدم توافر المواد الأساسية للمواد الغذائية والأدوية، من الضروري أن تتّبع كلّ أسرة تدابير توفّر المال، ويبقى هناكَ مخزون في صناديقهم، ومع ذلك تعيش كما يقولون(حالٍ مستورة) فليس من الضروري أن تشتري الفاكهة والخضار من الأسواق الفاخرة، بل هناك أسواق شعبيّة مثال(باب سريجة، أو سوق الهال، سوق الجمعة، وإلى آخره)أسعار تختلف من بائع لبائع ويمكن اختيار ما يناسب قدرات كلّ أسرة.
أما عن شراء(الدّخان، ومستلزمات النرجيلة)فهذا أصبح مصروف ثاني، وخاصة بعد ارتفاعها بطريقة كبيرة، فعائلتك أولى بهذا المال، فبدل أن تشتري هذه الأمور، استعض عنها بشراء(نوع من الأجبان، أو الألبان التي لم تعتاد عائلتك على أكلها) أو توفير هذا المال في الصندوق، لربما لا قدّر الله حصل سوء في المنزل يمكن تحمّل كلّ تكاليف هذه المصيبة، لأنّ (المشافي والأدوية والأطباء، والأدوات المنزلية) لا يمكن تخيل المبالغ التي يطرحونها، أو من الممكن أن تجمع هذا المال لتجعل عائلتك تعيش يوم من الفرح في كلّ شهر بما يسمّى في اللهجة الشاميّة(السيران).
وفي الأفراح ارتفعت أجار صالات الأفراح بطريقة مبالغ فيها، وتكاليف(الكاتو، والبوظة، والشوكولا) باهظ الثمن، أصبح عبء على الشاب السوري وعلى عائلة الفتاة مما يدعو لخوفهم أن يخطو خطوة في الزواج، ويمكن حلّ ذلك، بأنّه قد انتشر مؤخراً مشاريع سوريّة ناجحة لتجهيز البيوت خاصة للفرح، من وضع زينة مثل(البوالين، وأسماء العرسان، والورود) بأسلوبٍ جميل وبتكلفة لا بأس تكن أفضل من أسعار الصالات وإلى آخره، نعلم أنّ كلّ فتاة تحلم بأن يُقام لها عرس يتكلّم عنه الجميع، ولكن لنقدّر
ظروف الشباب ونتعاون معهم، فالسعادة يمكن صناعتها.
وأسعار الألبسة باتت مرتفعة وليس باستطاعة الجميع تحمّل ذلك، وخصوصي من لديه أطفال في المدارس، لأنّ الأطفال وخاصة الصبية لا يهتموا بملابسهم عند اللعب بكرة القدم أو نسيان معاطفهم في المدرسة، وكلّ عام الأطفال يحتاجون لملابس جديدة تناسب قياسهم الجديد، مما يجعل الأسرة في حالة استنفار طوال السنة سعياً لتأمين ما يلزم أطفالهم، حتى الشباب والشابات في الجامعات قد يشعرون بالغيرة من أصدقائهم لما يرتدونه لأنَّ المظاهر في زماننا أصبحت مهمة،
لذلك يمكن شراء كلّ تلك الألبسة وبأسعار مناسبة ولكن بالبحث عن الأسواق المناسبة لقدرات كلّ عائلة، وعدم الاعتماد من محل واحد، بل زيارة أكثر من محلّ لإيجاد ما يتوافق مع الظروف الخاصة بك، ويمكن زيارة بائعي الجملة، لأنّ أسعارهم تكن فيها رحمة أكثر من المحلات التي تعاني من دفع الضرائب، وأيضاً لننظر بإيجابية، هناك الكثير من التّجار الذين يرحمون الأخرين بأسعار البضاعة ومساعدة العائلات العفيفة.
وعند إقامة عزيمة للأصدقاء أو أفراد العائلة، لا تهتم بما سيقولونه عن الضيافة، أكرم بما تستطيع ولا تتكلف، (فلا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها) وبالتالي يمكن وضع ما أمكن من الأطعمة والمشروبات حسب الاستطاعة دون تركيب الديون من الأخرين من أجل ماذا؟ أن ترضي الناس بما ليس له هذه القيمة الكبيرة!! ولكن لننظر بإيجابية هناك فعلاً أشخاص يقدّرون الظروف الصعبة في هذه الأوقات فلا ينظرون إلى كيف يعيش وماذا يقدّم وكيف يلبس، لذلك عش ببساطة ولا تخجل فهذا حال الجميع لست وحدك.
يطول الحديث عن هذا الموضوع الكثير والكثير، لذلك فكّر مرتين قبل أن تُقدِم على خطوة في صرف المال، وحاول أن تصنع سعادتك بيدك فيمكن العيش بكل سعادة وبحالٍ مستورة وفي الصندوق مخزون من المال وهذا ليس بخل، ولكن بالتفكير بعقلانيّة، والتدبير ثمّ التدبير، ستكون حياتك أفضل، فالأمور التي يمكن أن تعيش من دونها، تخلَّ عنها بكلِّ بساطة واستعض عنها بأشياء فيها فائدة لجسدك وعائلتك ووضعك الخاص.
ونحنُ كأفراد في هذا المجتمع مهما كانت طبقتنا، علينا أن نقدّر ظروف الأخرين ولا ننظر للكماليات ولا للمثاليات فهذا الوقت ليس مناسب لهذه النظرات، ونحاول أن نساعد بعضنا البعض مادياً ومعنوياً وروحياً فالجميع بحاجة لهذا الدعم.
بتول الملبنجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق