مصير الأطفال في الشوارع لم يعد مزحة بعد الآن..


مصير الأطفال في الشوارع لم يعد مزحة بعد الآن..
فحياتهم أشبه بحياة العبودية - للأسف- بين يدي المشغلين إن كانوا من أهاليهم أو عصابات، عندما يجبرونهم على التسوّل أو بيع الورود والأقلام، حيثُ يضع لهم المشغّل مبلغاً من المال عليهم تحصيله قبل وقتٍ معين، وإن لم يجنوا هذا المال فيلجأ إلى وسائل العنف إن كان الجسدي أو النفسي، وأيضاً لا يسمح للأطفال أن يستخدموا ولو جزء بسيط من المال لشراء بعض الطعام وما إلى هنالك، وإذا عَلِمَ المشغّل بذلك يعاقب الطفل أشد عقاب.
الأطفال صبية وفتيات مهددين بالخطر من قبل المشغّل، فهم يتعرضون للأذيّة بشكلٍ كبير من التعنيف بالعصا أو حرمانهم من الطعام أو ضربهم بأدوات حادة ولا يمكن غض النظر عن التحرّش بهم بطريقةٍ كلّها عنف وإن كانوا أطفال.
ومن الصعوبات التي يواجهونها عدم الاستحمام وعدم تبديل الملابس لأسابيع، مما يعرضهم لأمراض مثل القمل والحكة بسبب الحبوب المنتشرة في أجسامهم، كلّ ذلك يسعد به المشغّل، لأنّ مظهر الطفل الخارجي المتّسخ والذي أكلته هموم الحياة هو ما يجلب التعاطف من قبل الناس.
إنّ أنواع العذاب النفسي الذي يتّعرض له الأطفال من قبل المشغّل عبء كبير عليهم من التوبيخ، وإطلاق مسميّات عليهم تهين كرامتهم، والصراخ في وجوههم طوال الوقت، والتمرّد عليهم، والتهديد المستمر على مدار الساعات الذي يشعرهم بالقلق والتوتر، من عدم السماح بلقاء أهله أو أصدقائه، عدم تناول الطعام، القتل، أو طرده من العمل، وهذا التهديد وحده كافي لأن يشكّل للطفل خوف في داخله.
كلّ ما ذكرناه في أعلاه هو أمر قد تعتقده بسيط ولكن في الأيام هذه انتشرت عصابات جديدة تقوم بالاتجار في الأعضاء، فتقصد الأطفال في الشوارع فيتمّ الخطف والاتجار بهم، إنّه خطر قد عمّ البلاد، ولا نجد حلّ جذريّ إلى الآن!!
الأطفال في الشوارع في ازدياد وهم تحت رحمة المشغّل، إن لم نجد حلول لهذه الفئة المظلومة في المجتمع سيغرق الأطفال بكثرة في هذه البيئة التي أشبه بالوحل، وبالتالي المشغل هو من يكسب.
ماذا بعد؟!
بتول الملبنجي
عن صفحة سيار - Saiyar العامل مع أطفال الشوارع في سورية
*الصورة من أنشطة سيار بدمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق