يتناول هذا الكتاب دراسة فترة قصيرة من تاريخ سورية الحديث، يبدأ بتحرير دمشق من العثمانيين في ٣٠ سبتمبر (أيلول) سنة ۱۹۱۸، وينتهي بالاحتلال الفرنسي للمدينة نفسها في ٢٤ يوليو (تموز) سنة ١٩٢٠، حيث أقيمت حكومة عربية عدت رمزا متجسدا لليقظة القومية الحديثة، وتحقيقاً لمبدأي الوحدة والاستقلال اللذين رفعتها الثورة العربية، بل مقدمة لتحرير البلاد العربية كلها.
وفي هذه الدراسة محاولة لتغطية مظهر شامل للحياة السورية خلال هذا العهد بجوانبها الداخلية، من نشاط سياسي وتنظيمات إدارية ومنجزات ثقافية واقتصادية، وعلاقاتها الخارجية سواء بالمناطق المجاورة أو بالسياسة الدولية التي كانت تجري دقائقها بعيدا عن المسرح العربي في الجلسات السرية والعلنية لمؤتمر السلم ، والتي قررت مصير أجزاء كثيرة من العالم العربي خلال السنوات المقبلة.
وبرغم أن مصبر هذه الحكومة كان شبه محتم نظرا للظروف الخارجية الصعبة التي كانت تواجهها، وبرغم نقص الإمكانيات والخبرة وقصر المدة التي عاشتها، فقد جاهد القائمون على الحكم لإثبات جدارتهم بإنشاء حكومة عربية مستقلة، لها صفة الدولة الحديثة، بعد قرون طويلة من الإحتلال العثماني.
لقراءة هذا الكتاب المرجعي بين الكتب التي تتناول تلك المرحلة راجع التعليق الأول على هذا المنشور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق