هل يتم تدريب المعلمين في سورية حقيقة على المهارات المطلوبة لسوق العمل



تتابع فاطمة فرواتي في تدويناتها حول القضايا الملحّة في التعليم والكادر التعليمي لدينا، وتسأل اليوم:
هل يتم تدريب المعلمين في سورية حقيقة على المهارات المطلوبة لسوق العمل في القرن الواحد والعشرين..في زمن الابتكار المتناغم مع التكنولوجيا وثقافة العمل الريادي والمستقل والعمل عن بعد؟
يبدو السؤال غريباً...لدى معظم من يرون أن التدريس هو عمل 'روتيني' وأن قضية التعليم ليست سوى تلقين مابين دفتي كتاب..!
في الحقيقة، لا يمكن أن ندعي دعم الفكر المبتكر والملهم والمتجدد ولازال هناك بعض العقليات التي ترى عزل مهارات عالم الأعمال بشكل عام وريادة الأعمال بتعريفها الواسع كمنهج ومهارات على وجه الخصوص كأمر طبيعي عن التعليم...كمهنة وقضية في عمقها تتجلى تفاصيل..الإلهام والحب وتحفيز الابتكار.
هل أخبرك أن التعليم قضية لمن يعرف كيف يقع في حبها..وركيزة لمعظم الجوانب الإنسانية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية...؟ هل أخبرك كم نحتاج لتدريبات حقيقية وذات أثر نلمسه فينا وفي روح وعيون المتعلمين لنغدق بضوء منا فيهم كما 'نريد ونرى أنفسنا' وليس كما 'يرى لنا' المعظم؟
أسأل نفسي عندما أعد خطة محتوى تدريبي ضمن عملي...هل قرأ معظم المهتمين بشأن التعليم نتائج الأبحاث التي تربط مهارات عالم الأعمال وريادة الأعمال بالمعلم والتعليم ووقفوا عندها؟
كم عدد المصدقين لحاجتنا كمعلمين لتطوير حقيقي يدعم عقلية النمو..وكم عدد الجهات التي تسأل عن حاجة المعلم وتحلل احتياجه للتدريب وتوعي بضرورة تبني تطوير المعلم كحاجة أساسية وليس كرفاهية حتى في تلك الجهات التي تدعي التنمية والاحترافية؟
لماذا إلى اليوم كثيرة ال"ماذا عن" التي نسمعها ضمن دوائر العمل المتداخلة في مهنة التعليم؟
ماذا عن كيفية تسعير الخدمات الإبداعية كتصميم وإقامة الأنشطة الملهمة والدروس التفاعلية والمناهج والوسائل التعليمية والجلسات والورشات ذات الأثر التي يلمسك بتفاصيل خارج الصندق..ذاك الأثر الذي يستوقفك أمام جمال التغيير؟ ماذا عن كيفية إنشاء المشاريع التعليمية الربحية وغير الربحية والتفكير التصميمي والإبداعي وحل المشكلات باستخدام الأساليب الرشيقة وغيرها الكثير الكثير؟
هل يتم تدريب المعلمين الذين يلمس من عملهم الابتكار في الجهات التعليمية بمستوياتها المختلفة والجمعيات والمنظمات حقيقة..ليكتسبوا مهارات وخبرات فعالة ضمن مسارهم المهني..ثم يكون هناك خيار ورؤية واضحة لمن يريدون إنشاء وتشغيل مشروعهم الخاص ليمتد أثرهم....ويتعمق كأثر الفراشة بشكل إيجابي في التعليم و الاقتصاد والمجتمع؟
لماذا ينسى أصحاب القرار في إدراة رأس المال البشري في معظم الأحيان المعلم المبتكر من قائمة التدريبات التي تطوره لمناصب ومسؤوليات حالية ومستقبلية؟ لماذا ينسونه في الغالب من قائمة الأشخاص الذين يتم اختيارهم لتنفيذ مهام تحفز الابتكار؟ لماذا يقع على عاتقه وحده مسؤولية أن يطور ذاته وبرواتب غير منصفة في الغالب ودون دعم الجهة التي يعمل بها، فلا يسمعون لمطالبه بتدريبات يرى حاجته لها، تلك التدريبات التي يتلقاها زميله في العمل فقط لأنه ليس 'معلم'؟
و يبقى السؤال: في مهنة أساسها جلب العالم الخارجي للصف ولمس عالمك الداخلي إلى أن يتناغم بفردانيتك معه..؛ لماذا يصر المعظم على أن يبقى المعلم فقط معلم بالتعريف الضيق للكلمة...حتى في القرن الواحد والعشرين؟!
فاطمة فرواتي
Fatima D. Farwati

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق