نعود مع فاطمة فرواتي فقد دوّنت: 10 أشياء لدعم التعليم في سورية كقضية حب!
علينا ألا ننتظر الأمور الكبيرة لتحدث وحسب، أشياء صغيرة جميلة ومسؤولة ومستمرة قادرة على اجتراح الأمل وجعل المسار أجمل، أشياء..تمهد لحدوث الأشياء الكبيرة!
1. الوعي بأهمية مهنة التعليم ليس مجرد حديث عن الوعي..
أثر التفاصيل يبدأ من نظرتنا لها، الوعي بأهمية تأثير مهنة التعليم العميق العميق..وتبني السلوك الذي يعكس ذلك الوعي اليوم هو حاجة ملحة..، تكاد لا تخلو خطة أو ورشة أو تدريب أو نقاش محلي أو دولي حضرته إلا وقد وضع التعليم كأساس لأي نهضة حقيقية!
لا أنفي النماذج الغير مرضية..ولكن توقفوا عن تعميم وتكرار جملة:
"دخيلك يعني شو بدك تصير..معلم؟ شو مكانة المعلمين اليوم يعني؟!"
اعملوا على التغيير الإيجابي وسلطوا الضوء على النماذج القدوة وعرفوا أطفالكم ودوائركم قدر ما استطعتم أنها:
"مهنة الأنبياء"
"تربية وتعليم الأجيال"
"بناء الإنسان"
تذكروا جيداً..مامن أحد إلا وسيدخل في مدى التعليم...بطريقة أو بأخرى وبالتالي كل لون غرستموه سينعكس عليكم!
2. الراحة المادية حق وليست رفاهية..
لنعمل معاً على تغيير عبارة "رواتب وأجور غير منصفة"، إن كنتم ضمن أصحاب القرار وخصوصاً في الجهات الغير حكومية والخاصة تذكروا أنه كون التعليم مهنة نبيلة وإنسانية لا يعني أن المعلم ليس لديه طموح لنمو شخصي ومهني وحياة كريمة يريد أن يعيشها..
أيضاً، إن طلبتم أي خدمة أو استشارة تعليمية خاصة فلا تبخسوا المعلم حقه فقط لأن الخدمة غير ملموسة..وتذكروا أن الاستثمار في الإنسان هو أفضل وأعظم استثمار!
الرواتب والأجور التي لا تكفي أجرة المواصلات..لن تدعم استمرارية المعلم الكفؤ في المهنة.
3. قدروا الجهود وادعموا العملية التعليمية بحق بعيداً عن الشعارات الرنانة بلا أفعال متناغمة معها..
لا تنتظروا القرارات الكبيرة وحسب، لننفتح بحق على ثقافة الفرد الفاعل والمبادر، ليس بالأمر السهل بالتأكيد أن نجري تغييراً فورياً لكن من الجيد أن نحاول توسيع تجليات تداخل دوائر ال 'معاً نغير' ..بادروا وعمموا النموذج المبادر المسؤول ودعوا أثره يمتد.. فعوضاً عن أن تنتظروا لفتات التقدير من المعلم لأطفالكم فقط..جربوا أنتم على سبيل المثال أن ترسلوا بطاقة شكر للمعلم أو أن تتواصلوا مع مكان عمله لتشكروه!
حاولوا أن تعملوا على مبادرة وقدموها لإحدى الجمعيات والمشاريع التنموية أو المنظمات التي تعنى بخدمات التعليم الرسمية وغير الرسمية..كأن تدعموا المعلم من خلال مبادرة بتكلفة المواصلات التي تكاد تساوي أكثر من ثلاثة أرباع راتبه أو ساعدوا بتأمين مواصلات أو وصول آمن للمدرسة وخصوصاً في المناطق الريفية النائية التي تكاد المواصلات تنعدم فيها ويسافر المعلمون فيها لساعات ليست بقليلة وفي حال عدم القبول، لا تيأسوا جربوا عرض تنفيذ المبادرة بالشراكة مع أهل المنطقة!
هل حدث هذا حقاً كنموذج على أرض الواقع؟
نعم، حدث بالفعل!
مانريده هو تعميم ذاك النموذج ليصبح الأمل أكبر ووصول التعليم أكبر...
وتذكروا كل ماهو متبادل مستمر؛ كل جهد متبادل وحب...مستمر!
4. دربوا المعلمين وساهموا بدعمهم عن طريق منح تدريبية..
لاشك أننا في القرن الواحد والعشرين..في زمن التكنولوجيا وانتشار ثقافة العمل الريادي والمستقل والعمل عن بعد..نحتاج الكثير من المهارات، لا تقوموا بإقصاء من يعمل على الأرض، ليس من الخطأ تدريب فريق العمل الإدراي وتطويره ولكن كم مرة قمتم في مكان عملكم بتدريب الفريق التعليمي على المهارات اللازمة للقرن الواحد والعشرين عن طريق تبادل الخبرات؟ كم مرة أرسلتموهم لحضور دورة تدريبية كمنحة؟
5. توقفوا عن رؤية المعلم كمعلم بمنظور ضيق وحسب ضمن مساره المهني..
إضافة لكون مهنة التعليم تنطوي على مهام ومسؤوليات عظيمة..فالمعلم قد يكون متعدد الإمكانيات، قد يكون من يساهم بصناعة محتوى لمجلات تعليمية وثقافية، قد يكون متطوع ميداني ليعلم وينظم فعاليات توعوية في المناطق الأكثر حاجة، قد يكون منسق مشروع ريادي تعليمي، قد يكون هو من يرفع الوعي بالجمال والبيئة والمواطنة الفاعلة!
هل تعرف أي جمال أخذ قلبي حين أخبرت الطلاب عن أهمية وجمال الاهتمام بالزرع في سياق درس عن منزل الأحلام الذي يحتوي على حديقة..ثم جاؤوني في الأسبوع الذي يليه بشتلة ورد وإكليل الجبل ليخبرونني عن اسمه وكيف يسقى؟!
على هذا المثال...قس!
6. اخلقوا مساحات فاعلة ومحفزة للمعلمين..
هل تعرفون أنه في معظم المؤسسات_ ومن خلال تجربتي وتجارب الزملاء_ لا يوجد غرفة معلمين بخدمات حقيقية وتصاميم مدروسة ومؤثثة كمساحة مريحة ومحفزة للعمل والابتكار...تلك التي تتسع للمعلم ولكتبه ولحاسوبه الشخصي إن وجد؟!
فكم مرة صوروا غرفة المعلمين حين روجوا للمكان؟ كما صوروا الصفوف؟
إن كنت مهندساً أو صاحب قرار..لا تهمل أهمية وجود مساحة عمل للمعلمين، الصحة النفسية والجسدية للمعلم ليست رفاهية بل حاجة ملحة!
تلك المساحة ليست بمساحة مادية وحسب..هي مساحة للنمو الشخصي والمهني، مساحة لمزيد من العافية النفسية التي ستنعكس على الطلاب وعلى سياق العمل ككل!
إلى أن يتم تعميم النموذج القدوة..إن كنت صاحب مقهى أو مساحة عمل ساهم بوضع حسومات أو عروض لمساعدة المعلمين سواء أكان لحجز مكان فردي للعمل أو قاعة لتقديم الخدمات التعليمية.
7. ادعموا الفكر الذي يؤمن بالمشاركة والمسؤولية الاجتماعية..
ضمن أي جهة كنتم وفي أي منصب..عندما تعرض عليكم أي مبادرات أو أنشطة أو رحلات تزيد الوعي اللغوي والثقافي والاجتماعي باسم التعليم...ادعموها وساهموا في تذليل الصعاب لتنفيذها، في زمن يجري غالبه نحو التسطيح الممنهج في الواقع وفي العالم الافتراضي، قفوا قليلاً عند جمال حلقة يديرها معلم يقرأ لطلابه في نشاط..و حين يمسك أيديهم ويلمس روحهم في مساحة خارجية يعرفهم على ثقافة بلادهم والعالم، قفوا عند المشاركة وقفوا عند تذوق الجمال في العمق..
فنحن، نحن، ننمو معاً..
8. ساهموا بإيصال أثر التعليم حقيقة...
في زمن يرى معظمه أن التعليم "شغلة يلي مالو شغلة" لا تطلبوا الخدمة الاختصاصية سوى من مختصين!
هل يطلب أي فرد يتحلى بالوعي خدمة طبية أو استشارة هندسية من أحد..إلا من المختص؟
لا يوجد ما يسمى مدرس لجميع المواد ولا أياً كان اختصاصي وقدراتي الغير مؤهلة للتدريس فأنا أستطيع أن أتخذ التعليم كمهنة.
لا يمكن أن نصف حجم الأخطاء التي تحدث من قبل غير المختص والتي تؤثر على الجميع وخصوصاً على الأطفال.. ولا سيما إن تعلموا في الصغر بشكل خاطئ!
لا تساهموا بهدر جهود الأشخاص الذين يعملون بحب في هذه المهنة ويجتهدون في تطوير ذواتهم ومجتمعاتهم عن طريق صناعة أثر حقيقي...
روجوا للتعليم كمهنة نبيلة وقوموا بتزكية المختصين وشاركوا معهم فرص العمل بكافة أنواعها بما فيها العمل عبر الإنترنت.
تذكروا في كل مرة...تطلبون الخدمة من غير المختص أنتم تقومون بالتسبب بضرر لمهنة تتعامل مع...الإنسان!
الإنسان ...الذي هو أساس كل حضارة.
9. شجعوا وادعموا الصفحات التي تتناول التعليم كقضية وكشأن عام..
من الرائع أن ننصر قضايا الإنسان الحقيقية بعيداً عن شرعنة الفراغ الفكري الذي يروج له ولعل من أهم القضايا هي قضية التعليم!
من المؤسف أن عدد متابعي المحتوى السطحي يفوق بعشرات وربما مئات المرات متابعي الصفحات التي تعنى بالشأن التعليمي!
ادعموا صفحات المشاريع التي تتبنى التعليم كقضية من دائرة الأصدقاء وممن وصلتكم منهم الفائدة، الأمر لا يكلف سوى ضغطة زر لدعوة الأصدقاء المهتمين..ومشاركة المنشوارات وتزكية عملهم.
كونوا على يقين، كل خدمة مبتكرة تعود إليكم ولدوائركم المحيطة بالنفع... تأملوا جيداً، كلنا نعيش في دوائر متداخلة!
وتذكروا أن الأنانية لا تعود إلا بنفع مؤقت...المشاركة أساس الإنسانية وأساس الديمومة وأساس كل قضية.
10. شاركوا فرص النمو وشجعوا على خلق مجتمعات وملتقيات وندوات ومؤتمرات للمعلمين..
متى كانت آخر مرة سمعنا بفعالية أو مؤتمر يستهدف العاملين في مجال التعليم؟
فعلوا مسؤوليتكم تجاه الحصول على " تعليم جيد للجميع" بأن تستمعوا للمعلمين، ساهموا بتنظيم لقاءات دورية ضمن مجتمع المعلمين تتشاركون فيها آخر تطورات المهنة والعمل على حل مشاكلها بأفعال حقيقية وإن بدأت بأثر، كأثر الفراشة..
فنحن لانحتاج صوراً وحملات بلا أثر مستدام يلمس الواقع التعليمي!
حتى يحدث ذلك، بإمكانكم رسم البداية على طريقتكم لمشاركة القضية ضمن دائرة صغيرة بين المعارف والأصدقاء في ذات المهنة...ثم وسعوا تلك الدائرة!
تحدثوا عن القضية بكل طريقة ممكنة، آمنوا بها ... وحدثوا الجميع بأفعالكم... كم أنها...فيكم، قضية حب!
شاركوا المنشور وادعموا التعليم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق