دوًّنت سارة مشهور: السنة الحادية عشر بتوقيت الحرب


دوًّنت سارة مشهور: السنة الحادية عشر بتوقيت الحرب
اخترت واختبرت العمل بالشأن العام من قبل الحرب على سورية وخلالها، ودائما اسأل نفسي مجموعة من الاسئلة ومنها ماذا ساهم المجتمع المدني بأفراده وفرقه ومبادراته ومؤسساته ومنظماته خلال عشر سنوات الحرب، ما أهمية القيم التي كنا ننشدها وما مدى التزامنا بها، هل يوجد في هذه القطاع الغير ربحي ربح مالي وتغليب مصالح على حساب احتياجات الناس وقضاياهم المجتمعية ونبض صوتهم؟
هل حققت المفردات والجمل المرتبطة بمفاتيح عمل هذا القطاع مرادها (الاثر الايجابي ، التغير ، قصص ملهمة، البناء المشترك ، التشاركية، دراسة الاحتياجات).
هنا من المهم أن نفرق بين العاملين بالمنظمات والذين يؤدون مهمات ويحصلون على راتب شهري لقاء عملهم ضمن برامج محددة، وبين من تبنى مصالح الناس كرسالة وإيمان والتزام من خلال تقديم خدمات وبرامج تنموية اقتصادية أو مجتمعية أو تعليمة او توعوية حقوقية او ثقافية تساهم في تحسين نوعية الحياة.
اكتب الان، لأن المجتمع المدني عندما بدء يظهر ويقوم بدوره في فترة الحرب كان فتيّ في ريعان الشباب يتحدى الحياة كمغامر بقوة الحب دون نضج مجتمعي وثقافي، وإن كان هناك بعض الناشطين الذين لديهم من النضج والفكر والمعرفة ولكن ضاعوا في دوامة وموضة المجتمع المدني بين الأمنيات والأمال والانجازات ورغبات المانح.
هل غرقنا كناشطين كما غرقت البلاد وتقسمت وتبدلت الادوار لبعض الناشطين، وهل هناك من غير مساره تجاه مصالحه الشخصية وإن كان قد بقي على الأرض فعلاً.
هل كان بمقدورهم أن يقولوا لا للمانح؟
لا شك أن تلك الفترة كانت قاسية وفيها الكثير من الرضوخ للممول لضمان البقاء في ساحة العمل المدني سواء عن ايمان ورغبة في التحسين أو انه سوق جيد في فترة الحرب.
كما هو مطلوب من بقية القطاعات الوضوح واحترام عقول الناس والمشاركة، من الجيد أن نبدأ من انفسنا ونقدم نموذج عن قيمة من القيم التي ننادي بها ولها وهي التشاركية وتوحيد الجهود تجاه قضية تلامس المجتمع ولنختبر مدى صدقنا و قدرتنا على النهوض بالعمل الجماعي وتحمل الاخفاقات سوية.
نحن ندرك ان العمل الجماعي هو أهم اداة للنهوض والبناء والانجاز وهذا ما نقولوه ونشجع عليه في كل ورشاتنا التمكينية، كنا دوماً نختبر بأنشطتنا مفهوم التنوع والعمل المشترك، في هذه المرحلة نحن أكثر حاجة للعمل الجماعي والتفكير مع بعض، لنبني سوية وننهض سوية ونحقق انجاز جماعي يفوق قساوة سنوات الحرب وتضحيات الذين أمنوا وأعطوا كل ما لديهم في حضرة من عايش هذه السنوات وسيعيشها ليختبر التنمية بالعمل الجماعي والتشاركية.
المجتمع المدني قام بجهود جبارة سواء على مستوى الأفراد او الفرق او المؤسسات في فترة الحرب وكان صمام أمان في التوازن والثبات المجتمعي والدور الأكبر لمن قام بهذه الجهود هي فئة الشباب التي كانت مؤمنة بحبها لبلدها وبعملها التطوعي وإن تشوّه العمل المدني في السنوات الأخيرة لاعتبارات وأسباب مختلفة..
ومن الجيد ان نذكر أن الحديث هذا الذي يطول ليس من باب النقد بقدر ما هو حماية لهذا العمل الإنساني الأخلاقي المجتمعي والايجابي على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع.
سارة مشهور
(اسم مستعار)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق