دوّنت فاطمة فرواتي:
ماذا لو ساهمنا بتغيير ثقافة التعلم في سوريا؟
ماذا لو ساهمنا بتغيير ثقافة التعلم والمدرسة وقاعات الدراسة في سوريا، وأصبحت القضية، قضية حب؟
وأصبح معظم الطلاب يخبرونك أنهم سعداء بك ومنك؟ أنهم ينتظرون دروسك ويخبرون عنها بعيون فياضة بالحب وبضوء يأخذك في كل مرة لتقع في حب قضيتك أكثر كمعلم؟ أنهم في الحقيقية لا يشعرون كيف مضى الوقت وانتهت الدروس!
إن هو إلا سحر التعلم بحب والمتعة والقيمة المضافة والتأثير...قد تجلى، وهو فن التعليم ووهب ما تحب كما تحب وعلى طريقتك أنت!
وتبقى الأسئلة تتكرر في العقول..، كيف؟
لعل من أهم الأجوبة التي تعزز تجلي كل تلك التفاصيل، هو وجود معلم يتم تقدير مجهوده بالفعل، كفؤ ومغدق بحب، إذ يعرف ويستطيع سبيلاً لولوج كل روح وعقل وقلب...وكيف في كل مرة يوقد قناديل الشغف والحماس والإلهام!
ومن أفضل الطرق للوصول لذلك، هو تخطيط وتفعيل نظام حوافز مدروس ضمن العملية التعليمية داخل قاعات الدراسة كالنقاط والأشكال التي تتبدل عند عدد معين إلى علامات إضافية في تقييمات الأداء والتكريم العلني بطرق إبداعية ومبتكرة وبطاقات الجوائز المادية والمعنوية والرحلات الثقافية والجماعية المسلية والهادفة لتعزيز تحسن الأداء.
ذاك النظام الذي يعتبر من أهم الركائز التي تثير الدافعية والشغف والحافز المستمر للتعلم، كما وأنه يساهم بشكل مباشر وغير مباشر ببناء وعي إيجابي تجاه رحلة التعلم وتبني عقلية النمو!
ولكن علينا ألا ننسى ونتناسى أن كل هذا لن يحدث ويدوم حدوثه في كل مرة إذا لم يكن المعلم مقدراً كقيمة وليس كرقم إضافة لكونه يتمتع بعافية نفسية وجسدية وراحة مادية ليعطي ويغدق إضافة لوجود فكر إبداعي يهتم بتحفيزه ليستمر ويعطي.
وعليه، فإن نظام الحوافز يجب أن يشمل أيضاً ركن العملية التعليمية الأول: المعلم.
وعلى معظم أصحاب القرار ألا يضعوا تحفيز المعلم في خانة الرفاهية التي لاحاجة لها، بل أن يضعوا نظاماً واضحاً وخلاقاً للحوافز عند وضع استراتيجيات ونظام العمل ضمن الجهات التعليمية بمستوياتها المختلفة، وأن يدركوا مدى تأثير ذلك ومدى تشابهه بأثر الفراشة على سياق العمل ومقدم ومتلقي الخدمة والمؤسسة ككل.
فالمعلم السعيد والمتحفز والمغدق، يعطي للتفاصيل معناها..، إنه يوقد شرارة الشغف الأولى، إنه يعطي الحافز!
فاطمه فرواتي
@fatima d. Farwaty
*الصورة لافتتاح العام الدراسي من صفحة My Syria
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق