هل هناك مهتمّون ومهتمّات بالقرن السوري الماضي؟ إنّ مذكرات الحوراني يمكن لها أن تكون من أهمّ المراجع لفهم السياق السياسي السوري، سننشر المذكرات متعددة الأجزاء ويمكنكم إيجاد رابط تحميل الأجزاء الأربعة بالأسفل
يُعد أكرم الحوراني واحد من أبرز دهاة وصانعي السياسة السورية في القرن الماضي، بين الأربعينيات والستينيّات،
تأثر الحوراني إلى درجة كبيرة بأستاذه عثمان الحوراني الذي كان يحث طلابه على العديد من القيم الثورية مثل مقاومة الاحتلال الفرنسي والحرية والاستقلال. وبعد تخرجه من مدرسة دار العلم والتربية التحق الحوراني في ثانوية النخبة في دمشق، حيث تخرج منها كأحد الاوائل وحاول بعدها الالتحاق بالجامعة اليسوعية في لبنان في العام 1936 لكنه عاد إلى دمشق وذلك بسبب اتهامه في المشاركة باغتيال النائب صبحي بركات.
التحق الحوراني بالحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1936، ثم ترك الحزب بعد سنتين من العضوية، وعاد إلى مدينة حماة في العام 1938 ليبدأ العمل في مهنة المحاماة، وبالتوازي مع ذلك انضم أكرم الحوراني لحزب الشباب الذي كان قد أسسه ابن عمه ومن ثم تولى قيادة الحزب في ذلك الوقت.
ترعرع الحوراني في مدينة حماة التي غلب عليها في ذلك الوقت الطابع الإقطاعي، حيث تحكمت العائلات الإقطاعية في ذلك الوقت بمعظم الثروات والأراضي الزراعية وعانى الفلاحون في ذلك الوقت من الاضطهاد.
وانطلاقاً من رؤية الحوراني للظلم الذي يتعرض له الفلاحين، فقد بدأ بمهاجمة النظام القطاعي من مكانه كابن أحد تلك العائلات الإقطاعية، واعتبره سبب كل المشاكل التي يعيشها الشعب السوري من فقر. ولم يقف عند ذلك بل ذهب أبعد من هذا معتبرًا أن مأساة الشعب الفلسطيني متعلقة بالثلة الإقطاعية المسيطرة في ذلك الوقت.
من خلال تمتعه بعقلية مدافعة عن الظلم في تلك الفترة، فقد شاع أسمه كقائد شعبي، ومن ثم بدأ أكرم حوراني مشواره السياسي منذ قيادته لحزب الشباب السوري في العام 1938، ومن ثم انتخب في العام 1943 كنائب في مجلس الشعب السوري، وأعيد انتخابه خلال الفترات (1947- 1949- 1954- 1962).
وفي العام 1949 تولى الحوراني حقيبة الدفاع في حكومة خالد العضم، أما في العام 1950 فقد أسس الحوراني الحزب العربي الاشتراكي الذي اتخذ من مدينة حماة مقرًا له، وبعد انقلاب أديب الشيشكلي هرب الحوراني مع ميشيل عفلق وصلاح البيطار إلى لبنان ليقوموا بعدها بدمج حزب البعث مع الحزب العربي الاشتراكي لينشؤوا حزب البعث العربي الاشتراكي، أما في العام 1957 انتخب الحوراني كرئيسًا لمجلس النواب.
أما في زمن الوحدة بين سوريا ومصر فقد أيد الحوراني هذا المشروع القومي، مع إدراكه للعديد من الأمور ومخاوفه من تفرد عبد الناصر في السلطة، ومع قيام الوحدة بين سوريا ومصر بدأت مخاوف أكرم الحوراني تتحقق شيئا فشيئًا إلى أن انتهى به المطاف باستقالته من منصبه كنائب للرئيس عبد الناصر ومن بعدها فشل المشروع الوحدوي بين سوريا ومصر.
توفي أكرم الحوراني في الأردن عام 1996.
*الوصف من موقع أراجيك.
**الصورة من كتاب مرايا لعبد اللطيف الضاشوالي ١٩٤٧ والذي رسم فيه معظم شخصيات السياسة السورية بهذه الطريقة.
رابط تحميل المذكرات
1
2
3
4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق