دوّن جبران خانجي: الناجحون الواعظون
في حين أني أشعر بالفخر بما ينجزه بعض السوريين و السوريات في داخل البلاد و خارجها و في مختلف المجالات : العلوم التطبيقية , الفنون التمثيلية , الموسيقى , الغناء , العلوم الاجتماعية و السياسية ....الخ.
إلا أنني أنتبه وفي نفس الوقت لممارسات أرى أنها تنتقص من عظيم انجازاتهم . وهذا ما أريد ان أتحدث عنه هنا :
وضع هؤلاء ( المميزون و الناجحون ) أنفسهم في موضع الحارس و الواعظ , فمن لمع منهم في العلوم التطبيقية وكّل نفسه مُصححاً جلفاً للممارسات الغير العلمية التي يقوم بها أقرانه من السوريون. ومن لمع منهم في مجال الغناء و الموسيقى نصّب نفسه حارساً على الفن الأصيل ليسجل لنا فيديوهات اليوتيوب التي يقوم فيها بتوزيع شهادات " الفن الأصيل " على من يغني من دون نشاذ و يوبخ فيها المنشّذين ليكشفهم على حقيقتهم أمام العوام الذين لا يستطيعون التمييز. و أما من لمع منهم في مجال التدريب و بناء القدرات فقد أشغل نفسه في كتابة بوستات فيسبوك يلمح فيها بما يشبه التصريح الى أشخاص و جهات تسيئ الى المهنة التي قلّع فيها هو أسنانه. و أما من لمع منهم في العلوم السياسية انبرى ليشرح للعامة سطحية قراءاتهم للأحداث المتفاعلة على أرض وطنهم و أشغل نفسه - مستعرضاً - في اسقاط النظريات السياسية التي تفسر سلوك السلطة في كل شاردة وواردة .
لا أرى شخصياً في هذه الممارسات إلا امتداداً لثقافة العنف و الهيمنة التي لم نعرف سواها نحن السوريون . و على الرغم من معرفتي أن غضبهم و في كثير من الأحيان هو نابعٌ عن رغبةٍ منهم في دفع المجتمع نحو الأمام .
إلا أنني - و هنا أقدم رأي - أرى ان هذه المقاربات ليست فقط غير منتجة لا بل تؤدي في معظم الأحيان الى نتائج عكسية تنفر العامة منهم و من المفيد الذي يدعون إليه.
لا أقصد من طرحي هذا الانتقاص من قيمة هؤلاء , فأنا اتابع ما ينجزون و اتعلم منهم , ولكن أرى أن الهدوء و اللين في تقديم طروحاتهم هو أكثر فعالية في ايصال رسائلهم النبيلة.
@jobran kanji
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق