الجامعة الإفتراضية توجه رسالة هي الأولى من نوعها منذ تأسيسها!


الجامعة الإفتراضية توجه رسالة هي الأولى من نوعها منذ تأسيسها!
رسالة الجامعة إلى أساتذتها وطلابها
الإزدواجية المسيئة لمكانة المعلم والتعليم !
-------------------------------------------
لم تُحدَث الجامعة الافتراضية في سورية ولا التعليم الافتراضي عموماً كي يكون نداً للتعليم التقليدي أو ليحل محله، فهذا النمط من التعليم أوجد ليكون رديفاً تنموياً لأنماط التعليم الأخرى، وليعطي فرصة التأهيل الأكاديمي المستمر لشريحةٍ كبيرةٍ من المتعلمين قد لا يكون باستطاعتها -لأسبابٍ شتى- أن تتابع تأهيلها بالأسلوب التقليدي. لذا وفي كل دول العالم، تنشأ البرامج التعليمية الإلكترونية إما في جامعات مستقلة صارت تدعى اليوم جامعات "إلكترونية" أو "افتراضية" أو حتى "مفتوحة" (مع تحول التعليم المفتوح إلى افتراضي)، أو ضمن الجامعات التقليدية على شكل برامج إلكترونيةٍ خالصة أو متمازجة.
ولا تحظى الجامعات الإلكترونية والافتراضية المستقلة في كثير من الحالات بكادرٍ تدريسي أو بحثي مستقل بالكامل كما هو الحال في الجامعات التقليدية، وإنما يكون كادرها في معظمه تشاركياً مع جامعات تقليدية ضمن صيغة تشبيك تسعى لربط الجامعات ببعضها البعض عبر هذه المنصة الافتراضية، وترسخ قواعد اعتمادية وضبط للبرامج الإلكترونية ولأليات التعليم الإلكتروني من خلال الأساتذة المشاركين فيه. هذا ما يحصل في الكثير من الدول وخصوصاً النامية ذات الموارد المحدودة، ومنها دول قريبة في منطقتنا العربية، فالتجربة التونسية في التعليم الافتراضي والتي بدأت بعد سورية بسنوات من خلال جامعة تونس الافتراضية، خير مثال على التشاركية بين الإلكتروني والتقليدي، والتي حققت نجاحاً استثنائياً.
وإذا كانت الجامعة الافتراضية السورية بصيغتها التشاركية المذكورة آنفاً قد فتحت الباب منذ عام 2002 أمام الكواد التعليمية على امتداد الجغرافيا السورية، لممارسة دورها الريادي والمشاركة في نجاح وانتشار هذا النمط الحديث من التعليم، فإن هذه الكوادر أدت هذا الدور على أكمل وجه وكان لها أيادٍ بيضاء ساهمت في تعزيز دور ومكانة وثقافة التعليم الافتراضي في المنظومة التعليمية السورية وحتى الإقليمية والعالمية كون سورية كانت سباقة بإحداث هذا النمط من التعليم. فقد استطاعت الجامعة الافتراضية السورية بمساعدة هذه الكوادر السورية، تأهيل وتخريج طلاب باتوا سفراء التعليم العالي السوري كأقرانهم في الجامعات السورية العامة والخاصة، سواء داخل سورية أو خارجها.
لكن هذا الإسهام الفاعل، وهذه التشاركية البناءة لم تخلُ من بعض الإشكالات والشوائب التي يعيشها خريجو الجامعة الافتراضية اليوم بسبب الإزدواجية التي يتم التعامل بها معهم من قبل بعض الزملاء من أعضاء الهيئة التعليمية المشاركين في التدريس في الجامعة الافتراضية، وهي إزدواجية غير مفهومة وغير مقبولة عندما تصل في بعض الأحيان إلى رفض أستاذ في موقع مسؤولية أكاديمية أو إدارية داخل جامعة حكومية تقليدية، التعامل مع خريج الجامعة الافتراضية السورية أو خريج التعليم المفتوح أو الخاص، سواءً لقبوله ضمن برامج دراسات عليا رغم تحقيقه الشروط المطلوبة، أو الإشراف عليه في أي عمل علمي وأكاديمي، أو الاعتراف به كخريج جامعي.
هذه الإزدواجية لا تضر بصورة الجامعة الافتراضية أو أي ٍ من أنماط التعليم الأخرى، وإنما تنال في حقيقتها من مصداقية المعلم نفسه، ومن مصداقية منظومة التعليم السورية ككل، وخصوصاً أنها تضع تعامل هذا الأستاذ مع مهنة سامية كمهنة التعليم، في خانة "الارتزاق" باعتبار أن أنماط التعليم الأفتراضي والمفتوح والخاص بالنسبة له هي مصادر كسب مادي لا أكثر، وتجعل نظرة الطلاب له ولمهنة التعليم في غير محلها.
في المحصلة، استطاعت الجامعة الافتراضية السورية منذ عام 2002 وحتى اليوم، أن تفرض نموذجاً تعليمياً إلكترونياً معتمداً باعتراف إقليمي ودولي، وهو ما جعلها اليوم تشارك جامعات دول مجلس التعاون الإسلامي في وضع ضوابط اعتمادية التعليم الافتراضي ضمن المنظمة من خلال عضويتها في اللجنة التنفيذية لتجمع الجامعات الافتراضية في هذه المنظمة.
هذا البعد الإقليمي والدولي الذي يجب أن يكون مصدر فخر لكل من ساهم في نشوء هذه الجامعة وتطورها، لا بد أن يكون مصحوباً بتعامل محلي أكثر إتزاناً مع خريجيها. وإذا كانت بعض الكوادر الأكاديمية تمتلك ملاحظات على مسار العملية التعلمية-التعليمية في الجامعة، من الأجدى أن تساعد إدارة الجامعة في تصويبها عوضاً عن ترك الطالب عرضةً للإحباط، فعندما تكون نظرتنا نابعة من منطق رؤيتنا للتعليم كرسالة وطنية تنموية، سننظر بعين المساواة والعدالة إلى طلابنا السوريين سواء كانوا طلاباً في التعليم العام أو الخاص أو الافتراضي أو المفتوح !
الجامعة الافتراضية السورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق