كتب محمد مكيّس: الاقتصاد الدائري .. الاستدامة وريادة الأعمال في سورية
أصبح الاقتصاد الحالي أو ما يسمى بالاقتصاد الخطي الذي يقوم على "الاستخلاص، الإنتاج، الاستهلاك و الرمي" يساهم بشكل كبير في استنفاذ قاعدة الموارد الطبيعية بسرعة، و تدهور الأنظمة البيئية الطبيعية مثل المياه والهواء والأرض، الأمر الذي أدى إلى البحث عن نظم اقتصادية صديقة للبيئة ، وأقل إضرارا لها، واستنزافا لمواردها، من بين تلك الأفكار فكرة الاقتصاد الدائري كبديل للاقتصاد الخطي الذي لا ينتج نفايات و لا تلوث.
الاقتصاد الدائري هو نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد. تستخدم الأنظمة الدائرية إعادة الاستخدام والمشاركة والإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير لإنشاء نظام حلقة مغلقة، مما يقلل استخدام مدخلات الموارد إلى الحد الأدنى ويخفّض انبعاثات النفايات والتلوث وانبعاثات الكربون.
يهدف الاقتصاد الدائري إلى الحفاظ على استخدام المنتجات والمعدات والبنية التحتية لفترة أطول، وبالتالي تحسين إنتاجية هذه الموارد. يجب أن تصبح جميع "النفايات" «غذاءً» لعملية أخرى: إما منتجًا ثانويًا أو موردًا مسترجعًا لعملية صناعية أخرى، أو كموارد متجددة للطبيعة، على سبيل المثال السماد. هذا النهج التجديدي يتناقض مع الاقتصاد الخطي التقليدي الذي ننتهجه في سورية.
إن فهم التأثير الذى يمكن أن يُحدثه الاقتصاد الدائرى على تطوير ريادة الأعمال والاستدامة يُعد موضوعًا مثيرًا للاهتمام بالذات مع وجود التحديات والأزمات الكبيرة في سورية.
لذلك علينا التفكير جديا بتحفيز الأبداع والابتكار ودعم المشاريع الناشئة والاعتماد على الموارد الموجودة لكي يتم إعادة استخدامها كمواد خام والتفكير بمشاريع جدية تساهم بأستثمار النفايات والمواد التالفة والغير مستخدمة من جديد مما يساهم في تخفيف استيراد المنتجات الجاهزة وزيادة فرص العمل.
على سبيل المثال إن اردت تصليح سيّارة، تستخدم الكثير من اليد العاملة والقليل من المواد ومن الطاقة وتستخدم محركات وهياكل السيارات القديمة والتالفة
وهذا يعني توفيرا في الموارد و استخداما أكثر فعاليّة لها.
نحن في سورية بحاجة إلى قوانين وتضافر لجهود القطاعات كافة (الحكومية والخاصة والجامعات ) والعمل على بيئة داعمة للشباب ورواد الأعمال ليساهموا بخلق حلول وابتكارات تساهم في حل المشاكل الكبيرة لنصل إلى مدن مستدامة بحلول واستراتيجيات طويلة الأمد.
محمد مكيّس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق