القيادي في تيار التغيير السلمي فاتح جاموس يوجه رسالته السابعة في مشروع الحوار الوطني التفاعلي الذي أطلقه

 


القيادي في تيار التغيير السلمي فاتح جاموس يوجه رسالته السابعة في مشروع الحوار الوطني التفاعلي الذي أطلقه
الرسالة السابعة ( 7 )
الرسالة الثانية إلى السيد الرئيس
ما هي التحديات التي تستحق الموت من أجلها في سوريا؟!
أولا:في الوضع المعيشي، والانحياز الاجتماعي !
السيد الرئيس، رئيس الجمهورية العربية السورية
تحية طيبة
"من المواطن فاتح محمد جاموس
"الناشط في قضايا الشأن العام، من صف ومنظومة المعارضة الوطنية الداخلية، مع التأكيد أن لا شيئ شخصي إطلاقا في رسالتي الثانية هذه للسيد الرئيس، بل هي متابعة في مبادرتي ومشروعي الحواري، ربطا بالأزمة الوطنية، واحتمالات التطور والشروط الكارثية لوطننا سوريا"
-1- اختيار العنوان وقيمته: مقاربة مني للمستوى الخطر والكارثي، في الشروط والاحتمالات المتعلقة بالأزمة والانقسام الوطني السوري، ولأن الإجابة تكثيفا وفي المحتوى، كما الاستعداد للموت من أجل مواجهتها وحلها، تمثل قاسما وطنيا مشتركا، لكتلة الغالبية الاجتماعية- الشعبية، ونخبها الوطنية، سواء كانت في صف السلطة، أو المعارضة الوطنية الداخلية، أو فعاليات المجتمع المدني والأهلي، وأتصور أن عدد تلك التحديات صغير، لكنها هائلة في قيمتها وتأثيرها للخروج الآمن من الأزمة، والحفاظ على الوطن، وعلى قيمته المطلقة ( الإنسان).
-2- أهم التحديات التي تستحق الموت من أجلها: لمواجهتها وحلها، مع وعد بتقديم صيغ عملية ميدانية متاحة واقعيا في رسائل قادمة :
( آ ) تحدي ومهمة المحافظة على الوطن ووحدته ، شعبا وجغرافيا وسيادة دولة، وعوامل القوة الجيوسياسية، فالوضع والوقائع في قمة الخطورة، خاصة مشاريع وصيغ تقسيم الأمر الواقع مع تدخل ودعم خارجي واحتلالات، وازدواجية السلطات في أماكن عدة من الوطن.
( ب ) مواجهة وهزيمة الأصولية الفاشية، وصفها وحلفائها الداعمين،هناك موجة عنف داعشي مرتدة، مع إصرار خارجي على إبقاء وتفعيل هذه الأداة والأدوات الأصولية الفاشية الأخرى وألسنة حالها.
( ج ) مواجهة وهزم الاحتلالات الخارجية، الأمريكي والتركي والكياني الصهيوني، خاصة التركي والأمريكي الآن، وإطلاق وتطوير مقاومة شعبية فعالة، إطار وقوة مسد هامة في ذلك،وهناك ضرورة ملحة للحوار معها والتعاطي الجاد مع مشروعها كأحد المشاريع الوطنية، وضرورة ملحة لإعادة نهج وفعالية التحالف القديم مع حزب العمال الكردستاني( والآن مسد) لمقاومة شاملة ضد الاحتلال التركي، وسحب أي شرعية وطنية للاحتلال الأمريكي.
( د ) التحدي الضروري والحتمي" الإنقاذي" في إجراء فارق سريع في الوضع المعيشي لكتلة الغالبية الاجتماعية" الشعبية"الأسعار، الدخول،تأمين المواد الأساسية للحياة، حملة فورية شاملة في التأمين الغذائي الذاتي، تدخل شامل وحاسم من السلطة، من قمتها، تحديدا سيادتكم، لتغيير طابع الانحياز الاجتماعي والطبقي للسلطة، من انحيازها وتحالفها العميق، الموضوعي والذاتي، وتأمينها أساسا لمصالح كبار طبقة : طفيليين، ووبيروقراطيين متسلطين فاسدين، وأمراء حرب شرسين، على الأقل لحظ جديد قصدي وإرادي لمصالح الفئات البينية والبورجوازية الصغيرة، والطبقة الوسطى( الحاضن الاجتماعي القديم لحزب البعث والسلطة) -ولا أقول الطبقة العاملة، أو صف العمل، حيث أدعي الانتماء والانحياز الطبقي الاجتماعي- على الأقل إجراء انزياح سريع وعادل جزئيا في توزيع الثروة من منظور دور الدولة في الأزمات ، بضبط وتأمين وتوزيع الكتلة النقدية للعملة الوطنية، وقرارات تدخلية للدولة بنهج "كينزي" صارم، في الأسعار والتوزيع وعملية تأمين غذائي ذاتي،وإعادة سريعة للقطاع العام ودور الدولة الانتاجي، ورقابة شعبية منظمة، مع صلاحيات محاسبة، ووقف الذل في عمليات التوزيع المتخلفة والقاصرة، والخالقة لحلقات فساد جديدة.
( ه ) مهمة تحرير النفط والغاز والقمح والقطن السوري، وبالتأكيد يحتاج الأمر لسياسات حوارية مع مسد، للتوافق على مواجهة الاحتلالات، وإدارة الانتاج الوطني بمجمله بصورة مركزية، مفترضا أن مسد لن تبقى في نفس موقعها وخططها وتحالفاتها. بقاؤها، وعدم تجاوبها وطنيا، سيعزلها، وهي كقوة وطنية لا ترغب بذلك، مع ضرورة متابعتنا للخطط الوطنية المركزية تجاه النفط والغاز والقمح والاحتلالات هناك، مهما جاء الشرط .
( و ) إطلاق عملية تغيير سياسي ديموقراطي، تدريجية وآمنة، توافقية وتشاركية، وذلك عبر إعادة إحياء مسار الحوار الوطني الداخلي ، والرد عبره وبواسطة جديته على مسارات الحوار الخارجية العقيمة، والتي تفرض وتحدد أهدافها ووسائلها وقراراتها عموما، دول معادية للدولة السورية، وإطلاق اهتمام مختلف في عناوين جديدة: الانتهاكات وحقوق الانسان،ملفات اعتقال الرأي، الإعلام المشترك، اللاجئين والنازحين واستعادتهم بوتائر فعالة ووقف استثمار حالتهم..إلى بقية القضايا.
😚 أولا، التحدي المعيشي والانحياز الاجتماعي: لماذا؟
أعتقد أننا مجموع النخب الوطنية السورية، يمكن أن نتفق على أن تلك التحديات والمهام ذات علاقات ترابط خاصة مع الوقائع وحركتها ومع بعضها بعض، هو على الوجه التالي عموما:
- تلك التحديات والمهام التي تفترض القتال حتى الموت من أجلها، وأجل كل واحدة فيها، وذلك بغاية الخروج الآمن من الأزمة والانقسام الوطني، لا تقف خلف بعضها على الدور، لنننجز المهمة المركزية فيها وننتقل للثانية، بل تعمل كحزمة مهام مع بعضها بعض، لتتشكل العملية بكاملها.
- ومع الاعتقاد الجازم من جهتي أن المهمة المركزية تتجسد في متابعة وهزم الأصولية الفاشية والقوى الاحتلالية الداعمة لها، وما تفترضه من جهد وتأمين عمل عسكري ولوجستي وسياسي، والسعي لإطلاق عمل مقاوم، ومتطلباته، مما يعني تأمين الجهد الرئيسي أيضا في مهمة إعادة وحدة الوطن وسيادة دولته، إلا أن المهمة والتحدي الذي يتوقف عليها نجاح كل الخطط والتحديات، الرابط المركزي التفاعلي الآن هو برنامج خاص في الوضع المعيشي، وبعض خطوات أخرى مرافقة...كيف لماذا؟
- إن جسد مؤسسة الجيش بصورة كلية هو من الكتلة الاجتماعية الشعبية الغالبية، وبدون تحسن وضعها بصورة انقاذية وفعالة وجدية، خاصة كتلة موظفي الدولة فيها، بدون ذلك ستتآكل المؤسسة العسكرية، وستتطور بصورة خطيرة فيها وقائع النفوذ والتسلط وتأمين الفساد، بين وحدات وأخرى، وبين الأفراد( فوق وتحت) إذ هناك استحالة أن يكون الجميع بنفس القدرات والسوية على تأمين دخول غير نظامية( التسلط والفساد)مع كامل الإساءة في ذلك للجيش، وباعتبار الإنسان عموما هو المطلق في الأهمية، فيجب أن تكون كامل كتلة الغالبية في مركز الاهتمام، وخلف الجيش والمقاومة مستقبلا، كما أن إطلاق أي مشروع جبهة عمل مقاوم وطني، فهو مستحيل بدون انحياز جديد لكتلة الغالبية، وبدون طاقة مختلفة عن القديم، والواقع القائم، على اعتبار أن كتلة الغالبية الشعبية تضم صف العمل والمنتجين والفئات البينية والبورجوازية الصغيرة والطبقة الوسطى.
- ومهما كان استعدادنا عاليا حتى الموت من أجل الوطن وقضاياه الوطنية، فإن غالبيتنا الكاسحة لن تستطيع المتابعة، ولن تستطيع السلطة إعادة الشحن والتعبئة والتحفيز لتلك الكتلة، كالماضي، بينما هي منحازة صراحة لطبقة الطفيليين والبيروقراطيين المتسلطين الفاسدين، واستمرار ذلك، مع تفاصيل الذل،سيؤدي حتما إلى الفوضى قريبا
- لقد جربت الولايات المتحدة خنق العديد من الأوطان والمجتمعات والنظم والسلطات، بعقوبات وحصار وقوانين كسيزر، لكن تلك السلطات والدول استطاعت أن تنتصر على السلطة الأمريكية بمثل هذا الانحياز الاجتماعي الجاد والجريء، وبعض خطوات أخرى ستمثل دينامو تشغيل في كل ذلك.
- من أهم الخطوات الإضافية كمحرك تشغيل،أجزم أن منها طرح عملية تشارك في إدارة الأزمة، والتخلي عن نهج وأحادية احتكار السلطة والقيادة، عبر مسار الحوار الوطني الداخلي، وعملية تغيير ديموقراطي تدريجي وآمنة فعليا.
أخيرا :السيد الرئيس، انتبهت أن بعض الأطراف الأخرى التي توجهت إليها ببعض رسائل من مشروعي الحواري التفاعلي، كانت على خط التفاعل والاستجابة، أما جهة السلطة- الدولة فلم تبدي أي استجابة حتى الآن، مع رغباتنا في منظومة المعارضة الوطنية الداخلية، أن يظهر ويتقدم هذا الاهتمام، لنواجه هذه التحديات والمهام الوطنية.
فاتح محمد جاموس \25حزيران\ 2021\

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق