كتب رشاد كامل عن الظروف القاسية التي يتمّ فيها إنجاب الأطفال:
من ايام شاهدت مقطع مصور لاحد الأطفال السوريين، يسب المنظمات الدولية، ويتهمهم بسرقة المعونات .. هو لايتجاوز السابعة، ومعه اطفال من بنات وصبية بسن السنتين والخمس سنوات...
وطلت علينا الالاف من البوستات عن معاناة السوريين في المخيمات التي ابتليت بالطين او الثلج او الغمر، واخذت تلك البوستات مايكفي من تعليقات التأوه والدعاء بالفرج والدعاء على الظلام وسب الامم المتحدة والمجتمع الدولي ... واكاد اقسم انها اي البوستات ومتعاطفيها لم تنجز جمع ١٠٠٠ دولار مساعدة لاي مخيم من تلك المخيمات ...
الوضع محزن، ومؤلم ومهين ، لكنه بعد اول ثلاث سنوات من الحرب السورية اصبح مكرر ومستغرب ؟
كل الاولاد الذي نراهم في الصور، هم صناعة تلك المخيمات نفسها، اي انه تم الحمل والولادة بهم وباخوتهم في المخيم ... عائلات كثيرة دخلت المخيم بطفل الان لديها ستة اطفال ... طيب معقولة ...
اريد ان افهم، كيف ممكن لأب ، كوني اعتبر الأم في هذه الحالة مغلوب على امرها ولا قرار لها، اذا، كيف يمكن لأب يعلم وضع المخيم البائس والذل السوري فيه والذي اصبح علامة مسجلة، و يعلم انه يعيش على معونات قد تختفي، وظروف قاهرة، و يقرر ان يأتي بأولاد من صلبه الى هذا المكان.... معقولة ؟؟
يريمهم لمن؟
للفيسبوك ، كصور للمقتلة السورية ؟
بماذا يساهم ؟
لايمكن حتى للسوري المتعاطف معهم الا ان يسأل ، معقولة يارجل كل سنة ولد جديد!!!! وبهذه الظروف.. لايمكننا الا ان نسأل هل هذا السوري الأب عنده كرامة ؟ عنده اي شفقة على هؤلاء الاطفال، اطفاله، الذين رماهم تحت رعاية الصدفة، والصدقة...
يزيدون عار السوري ومذلته ، مذلة..
لا ذنب لهؤلاء الاطفال الا انهم ضحية حرب ، و حكومة لا تهتم بهم، وامم احتقرت ابويهم وملت منهم، ورب لم يصمم الفصول الاربعة لمهان برتبة أب يقبل ان يتكاثر في ظروف اقل من انسانية ...
وفي كل مرة اكتب فيها عن هذا الموضوع ، يهاجمني البعض بحجة ان لهؤلاء المعترين حق في الحب والانجاب ...
يا اخوتي عندما تنتفي اي كرامة
الحب والانجاب يصبح ذلاً ، وعبئاً
سورية، ستدفع ثمن هؤلاء مرات ومرات
جهلاً وفقراً وأمراض نفسية سترافق اجيال
اجيال ولدت تحت المطر وعاشت على اكياس المساعدات
ويقولون لك انتصرنا، وتغلبنا على الارهاب
ياخوفي من ان الظلام السوري لم يبدأ بعد
يبدوا اننا نحضر للقادم الأسوأ... بشكل جيد
وممنهج...
مع الأسف
...
اي نعم
@rashad kamel
رشاد كامل
*قمنا باستخدام صورة لاتظهر فيها وجوه الأطفال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق