دوّن لنا عبد الله الجدعان: التعليم في المنطقة الشرقية ضحية أخرى للسياسة
يَئِن قطاع التربية والتعليم في المحافظات الشرقية تحت وطأة توزع السيطرات وعدم تحييده عن الصراع الدائر على الأرض، حيث توجد ثلاث جهات تتوازع فيما بينها السيطرة وتوجيه هذه العملية فالجزء الأكبر منها تشرف عليه الدولة السورية فيما يسيطر الأكراد على جزء آخر لا سيما في مدينة الرقة وجزء من أريافها وأرياف الحسكة فيما تشرف تركيا على هذا المجال في المناطق التي تحتلها بين أرياف الرقة والحسكة.
وكما أي مجال في سورية لم ينجُ التعليم من عملية التسييس حيث يعمل كل طرف على استخدامه كوسيلة حشد وتأييد له، إلا أن الخطورة في ذلك هو ضياع أجيال بكاملها وتشتتها ليس فقط دراسياً بل وطنياً وعقائدياً وهذا سيكون له آثار سلبية عديدة على نسيج مجتمع المستقبل في سورية.
يُشكِل قطاع التربية والتعليم أولوية لدى الدولة وتعمل سريعاً على إعادته للعمل في المناطق التي تستعيد السيطرة عليها ليس فقط لأن ذلك مسؤوليتها ومهمتها، بل لأهميته لتعزيز بيئتها الحاضنة وتواجه فيه على المقلب الآخر كل من نهجي "التكريد" حيث يعمل مجلس سورية الديمقراطية في مناطقه على إدخال اللغة الكردية كلغة أساسية للتعلّم وأيضاً الترويج لمفاهيم ذات صلة بالمظلومية الكردية والدولة الكردية والقادة الأكراد التاريخيين ( من المألوف رؤية صور عبدالله أوجلان في المناهج والشوارع وعلى الحواجز في الحسكة مثلاً)،
وأيضاً نهج "التتريك" حيث تعمل أنقرة من خلال ميليشياتها على نشر اللغة التركية وتدريس تاريخ السلطنة العثمانية وما أنجزته الدولة التركية لا سيما في عهد أردوغان خلال سنوات الحرب السورية ( من المألوف أيضاً مشاهدة العلم التركي مرفوع على المدارس والدوائر الرسمية واعتبار هذه المناطق تابعة للولايات التركية).
إذاً السياسة هي التي تحكُم وتُوجِه التعليم في المنطقة الشرقية وتحدد أولوياته ومناطق انتشاره، وتضيف سبباً آخر يساهم في تدهور هذه العملية أكثر ما هي أصلاً منخفضة الجودة مقارنة مع باقي المحافظات ولعل ما حدث خاصة يجعل دمشق أكثر اهتماماً وحرصاً على أبناء هذه المنطقة والخدمات المقدمة لهم.
Abdullah AL Jaddan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق