عن الجامعات السورية والخاصة والأجنبية


من خلال هذه التدوينة لرزان ابراهيم نفتح باباً جدلياً عن الجامعات السورية والخاصة والأجنبية:

حين غادرت دمشق لم يكن قرار سفري كبعض من اختار الرحيل قسرياً أو لأسباب قاهرة أو حتى البحث
عن مكان أفضل للعيش، قرار المغادرة كان و الحرب في خواتيمها (ربّما)، ولكني أردت عيش تجربة جديدة في الحلم الذي طالما راودني منذ تخرجي في الحصول على شهادتي العليا من جامعة أوروبية ..
فكانت محطتي الأخيرة
"جامعة موسكو الحكومية للهندسة المدنية"

بعد مرور عامين من خوض هذه التجربة :
كان لابد من تقييمي لتجربتي وخصوصاً أنني أكملت المرحلة الأولى من الدراسات العليا في جامعة حكومية " جامعة البعث" جامعتي الأم التي أفتخر بها
وعملي كعضو هيئة تعليمية لمدة عامين في جامعة خاصة، وما أضافت لي هذه التجربة من خبرة أعتز بها.

في غمار المقارنة بتجاربي الثلاث في الجامعات الحكومية والخاصة والأجنبية :
لايمكن لي أن أقول بأن جامعاتنا الحكومية لاترقى لمستوى الجامعات الأجنبية أبداً فهي من قبل الحرب خرجت كادراً مؤهلاً محصناً بكل مايحتاجه من علم ومعلومات في اختصاصه، واليوم هو يحتل مراكز عليا
إن كان في سوق العمل خارجاً، أو حتى في التحصيل العلمي العالي في الجامعات الأجنبية.

لكن لاننكر بأن الحرب قد أثرت على مستوى الأداء وخصوصاً بعد مغادرة عدد كبير من الكادر التدريسي إما خارجاً، أو في الداخل إلى الجامعات الخاصة بعروضها المغرية.

ما نحتاجه حقاً في جامعاتنا هو العمل على تطوير مادة البحث العلمي وآليته والابتعاد عن النمطية في أساليب التعليم ومواكبة كل ماهو جديد، ولا يخفى بأن تجربة الجامعة الافتراضة تعتبر رائدة ولكنها تحتاج فقط المزيد من الدعاية كما يمكن القول لتنتشر بشكل أوسع، في دراسة الدكتوراه هنا في جامعاتنا -على سبيل المثال- أطروحة يتم العمل عليها مع الدكتور المشرف وأبحاث تحتاجها للنشر في مجلات محكمة اختصرت خلال الحرب على مجلات محكمة داخلياً لصعوبة النشر الخارجي.

في جامعتي في موسكو لايقتصر البحث والعمل على الأطروحة، فتلك الأطروحة هي جزء من عمل متكامل لتحصل على لقب بروفسور، فكان عليي هذا العام -من ثلاثة أعوام- اجتياز مواد في "طرائق التدريس" لتعليمي كيفية التعاطي مع الطلاب وتقديم أفكار خاصة بي لتطوير منهجية التعليم والجامعات بعد الانتهاء من دراستي الدكتوراه، بالإضافة إلى مادة أخرى تسمى "طرائق البحث العلمي" التي أتاحت لي الفرصة لمعرفة ماهي قواعد البيانات والمجلات المنتشرة عالمياً مثل Scopus وغيرها، و البحث بها للحصول على مواد ومراجع مهمة لبحثي والتواصل مع المجلات المحكمة عالمياً لنشر أبحاثي مما يرفع ويغني من قيمة البحث والجامعة، بالإضافة لمواد أخرى تخصصية ستكون في العامين القادمين.

في الجامعات الخاصة لم يكن صعب عليي ملاحظة بأن طالب الجامعات الحكومية يبقى هو الأكفأ كنسبة وتناسب على الرغم من أن مايقدم لطالب الجامعة الخاصة، لايحصل عليها طالب الجامعة الحكومية من حيث: الكم والنوع واللغات وطريقة التعامل والتدريب العملي إلى التخرج ولكن الذي يختلف حقاً هو المجهود الذي يبذله طالب الجامعة الحكومية في اكتساب كل شيء بمقدوراته وتعبه الشخصي فقط
"فلا يقدم له كل شيء على طبق من ذهب"

المهندسة رزان ابراهيم طالبة دكتوراه في جامعة موسكو الحكومية

Razan Ibrahim



#نقاشات_في_الشأن_العام
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق