لمقاومة شعبيّة سوريّة جامعة في الشرق السوري


 لمقاومة شعبيّة سوريّة جامعة في الشرق السوري:

دوّن عبد الله الجدعان

المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأجنبي للبلاد هي عمل شعبي أولاً قبل أن تكون توجه رسمي تتنهجه السلطة، لأنه إذا تحقق هذا الشرط كُتِبَ للحراك الاستمرار وتَحَمُل التبعات وصولاً للانتصار بشكله العسكري أو تسريع العمل السياسي تحت ضغط السلاح وكلاهما يؤدي إلى إقناع المحتل بأن كلفة بقاءه ستكون أكبر بكثير من المكتسبات التي يحققها وبالتالي وجوده بحكم المنتهي ومسألة وقت.

هناك قاعدة عسكرية تقول بأن : "الأرض تقاتل مع أصحابها" إذاً في حال قرر أبناء مناطق شرق الفرات تشكيل فصائل مقاومة - عشائرية/ وغيرها تعمل ضد الوجود الاحتلالي على أراضيها فإن هذا الحراك سيكون فاعلاً لتوفر عدة مقومات تجعله سهل التنفيذ إلى حد كبير ومنها:

- قلة عدد الجنود المحتلين و ضيق المساحة الجغرافية المتشرين فيها مما يجعل حركتهم مقيدة وسهلة الرصد وعدم وجود قواعد ارتكاز محصنة لهم بالمعنى العسكري.
- الاستثمار في خوف المحتل الأمريكي مثلاً من الخسائر البشرية والعمل على جعل هذا التهديد ماثلاً أمامه بشكل دائم.
- وجود سلطة سياسية متبنية لهذا الخيار واستعدادها لدعمه بالمال والسلاح والاستخبارات، وفي مرحلة متقدمة الانخراط المباشر في المعركة.
- عدم الحاجة إلى عتاد ثقيل وتدريب فائق وتكاليف عالية لإنجاح المهمات، فهذا النوع من العمل أمني أكثر منه عسكري، حروب العصابات كانت أكثر نجاحاً.
- في حال وجود بيئة اجتماعية حاضنة للمقاومة فهذا سيوفر لها سهولة في التغطية على عملها وتأمين ملاذات آمنة لعناصرها من الرصد والملاحقة، وفي حال قرر العدو أن يغامر في ضرب مناطق انطلاقها فهذا سيزيد النقمة عليه وينتعش الحراك أكثر.

إن أبناء المناطق الشرقية إذا قرروا الانخراط في مجابهة الاحتلال فإن وضع تلك المنطقة سيتغير بسرعة وبدأنا نلحظ بعض العمليات الخجولة أخيراً كمؤشر على ذلك، ولكننا لم نشهد حتى الآن موقفاً شعبياً حقيقياً على الأرض على شكل جبهة تعمل لاستعادة مناطقها.

إن المقاومة التي تستطيع أن تستنزف المحتل وتجعله يدفع فاتورة بقائه هي التي تكون صاحبة الكلمة الفصل في أي تحرّك وعملية سياسية لاحقاً …

Abdullah AL Jaddan


*الصورة لقلعة جعبر، الرقّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق