عن أعياد الطوائف المسيحية في سورية





عن أعياد الطوائف المسيحية في سورية، دوّن جورج زيربه:

بالرغم من التعايش...(ربما علينا البدء بتغير هذا المصطلح) بالرغم من العيش المشترك الذي يكاد لا يشوبه شيء بين مكونات الشعب في سورية، تكاد تكون مكونات الشعب لا تعلم شيء عن تراث بعضها البعض إلا ما هو في غاية العمومية، ليبقى الغموض والتأويل والتفسيرات والمعلومات المشوشة بأحسن الأحوال هي سيدة الموقف.

الخوض في أسباب هذا الجهل والغموض غير ذي أهمية مع انفتاح و إنتشار وسائل التواصل و قنوات المعرفة فلننتهز الفرصة لنتعارف فالإنسان أقدر على التعاطف وبناء العلاقات مع من يعرفه.

"إنت أرمن أو مسيح ؟" "اليوم عيدكون أو انتو الأسبوع الجاية".....ربما هذه هي الأسئلة الدائمة التكرار والدالة على الغموض لدى الأكثرية تجاه أعياد ومناسبات المسيحيين.

يعيد جميع المسيحيين في العالم بعيدين أساسيان هما عيد الميلاد (كريسمس)و عيد الفصح القيامة بالإضافة لمجموعة متنوعة من الأعياد الأصغر والأقل أهمية عقائديا وإحتفالياً.

عيد الميلاد الذي يحتفل فيه معظم المسيحييون في ليلة 24 ويوم 25 كانون الأول من السنة هو إحياء لذكرى ولادة المسيح التي يؤمن المسيحيون بأنها ولادة عجيبة تعبر عن تجسد الله الكلمة(كلمة الله) في شكل البشر و يحتفلون بهذه المناسبة كبداية للتدبر الخلاصي (جوهر الإيمان المسيحي )فالولادة هي البداية ومنها تبدء القصة، التاريخ غير دقيق وهو متفق عليه ليكون في يوم عيد إله النور في التراث الوثني لذلك أتفق على إحلال عيد ميلاد المسيح لأنه هو النور الحقيقي ولمحي ذكر الوثنية.

ويعيد بالمناسبة ذاته في توقيت مختلف في سورية المسيحييون الأرمن الأورثوذكس محافظين على التقليد في الكنيسة الأولى بالتعيد لميلاد المسيح في ذكرى معموديته (عيد الغطاس)....الذي يحتفل به كل المسيحيين في يوم 6 كانون الأول.

أما العيد الثاني فهو عيد الفصح(القيامة) وهو احتفال بقيامة المسيح بعد صلبه وموته بالجسد وبذلك يتم التدبير الخلاصي وهو "عيد الأعياد وموسم المواسم"أي أنه أهم الأعياد المسيحيية أكبرها وأكثرها جوهرية.

وهذا العيد لا تاريخ ثابت له بل يتغير من عام لعام، وهذا ما يسبب تعييد المسيحيين له بيومين مختلفيين وذلك تبعا للتقويم الذي يتبعونه في حساب يوم العيد (التقويم الغريغوري /اليولياني)، ويأتي عيد الفصح بعد زمن الصوم المستمر ل 6 أسابيع ينقطع المسيحييون الملتزمين بالصوم عن تناول اللحوم ومشتقات الحليب وكل منتج حيواني

ويحتفلون في الأحد الخامس بما يسمى أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح لأوراشاليم(القدس)ويسمى الأسبوع الأخير الذي يفصل الشعانين عن عيد الفصح بأسبوع الآلام ويحتوي إحتفالات يومية إحياء لذكرايات تكريس جوهر الديانة المسيحية وأسرارها

في يوم الخميس(خميس الغسل/الغسول) وذكرى القبض على المسيح ومحاكمته وصلبه في يوم الجمعة (الجمعة العظيمة)ويليها جنازته ويأتي يوم السبت (سبت النور)ليلا والأحد فجرا للإحتفال بقيامته وبالتالي حصول كل البشر على العتق من سلطان الموت.

يضاف لهذه الأعياد الأساسية مجموعة مناسبات وأعياد مختلفة بالمجمل هي إما إحياء لذكريات من حياة المسيح أو إحتفالا بأحد القديسيين، كالاحتفال بعيد البشارة ذكرة تبشير مريم العزراء بميلاد المسيح، أو عيد القديس جوارجيوس أحد القديسيين الأكثر شهرة وشعبية في منطقتنا، وعلى هذا المثال يحتفل بكل قديس في يوم محدد من السنة .

أيضاً لهذه الأعياد تكريس شهر ايار لتكريم والصلاة للعذراء مريم وخاصة في تراث مدينة حلب و مدن متعددة في سوريافي ما يسمى الشهر المريمي.

هذا ما اسععفتني به الذاكرة عن أعياد المسيحيين في سورية، والتعابير التي إستخدمتها هي التعابير الإيمانية للمسيحيين وهي مرتبطة بعقيدتهم.

*الرسم الأيقوني تعبيري لمشهد خروج بولس من سور دمشق، جاء في سفر أعمال الرسل: وَأَمَّا شَاوُلُ (بولس) فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ… وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ تَشَاوَرَ الْيَهُودُ لِيَقْتُلُوهُ، فَعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ الأَبْوَابَ أَيْضًا نَهَارًا وَلَيْلًا لِيَقْتُلُوهُ. فَأَخَذَهُ التَّلاَمِيذُ لَيْلًا وَأَنْزَلُوهُ مِنَ السُّورِ مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلّ” (سفر أعمال الرسل 25:9).

Georges Tony Zerbe

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق