حديقة تشرين.. لم يعد الدخول إلى تلك المساحة مجّانيّاً في فصل الصيف!





كُتب في مدونة الشاأن العام منذ أشهر:
"حديقة تشرين لم تعد للعامّة؟"

لم يعد الدخول إلى تلك المساحة مجّانيّاً في فصل الصيف!
٢٠٠ ليرة سورية تسعيرة الدخول للمواطن، أي أن العائلة السورية التي تتألف من ٧ أفراد تحتاج إلى ١٤٠٠ ليرة سورية لكي تدخل مجرّد الدخول إلى تلك الحديقة!
فوزارة السياحة وغرفة التجارة حوّلت الحديقة العامّة إلى مساحةٍ للفاعليات والمهرجانات التي تعود عليها بأرباحٍ طائلة (معرض الزهور ينتهي قريباً ليبدأ مهرجان الشام بتجمعنا)!

بضعة أمتار أمشيها بعد أن قمت بقطع التذكرة ليبدأ الاختلال الطبقيّ بالوضوح!
Classic burger في حديقة تشرين!
حاولت الحصول على قائمة الأطعمة والأسعار ولكن فتاةً ذو اللكنة اللبنانية قالت بأنهم في مرحلة ال Soft Opining "الافتتاح التجرببي أو هيك شي" وطلبت مني أن اتذوق إحدى الساندويشات لأقارنها بما تذوقت في بيروت-على افتراضٍ منها أنني قد تذوقتها هناك- كونهم نفس ال brand!

يلي هذه المنشأة مطعمٌ فخمٌ ويعلو كلا المطعمين صالةٌ رياضيّةٌ ضخمة!

هل راحت عربات غزل البنات والبالونات الملوّنة واستعيض عنها بالهاني ماسترد برغر؟
هل راحت "مدّات السيارين" واستعيض عنها بالكراسي والطاولات التي تليق بعشاء في سفارة ما؟
هل راحت مساحة الدراجات الهوائيّة وصارت مرآباً للسيارات ندفع وصلاً لركن سياراتنا فيه؟
أين ترمس الشاي، ولفّات الزعتر، والترمس؟
أين البسطاء من هذه الحديقة اليوم؟

لا أتحدث هنا عن مساحة الحديقة كاملةً وإنما عن مساحةٍ عامّة اقتطعت من هذه الحديقة. وجعلت روّادها يتّجهون ربما إلى الساحات العامّة ل"سيران" حول بحيرات تلك الساحات لنمرّ بسياراتنا ونتذمّر من المظهر ال"لا حضاريّ".

أقف أمام هذه المنشآت دقيقة صمتٍ على ما نشاء
وتلعب في ذهني مقولة البرغوثيّ:
"الكلُّ مرّوا من هنا .."
"الكلُّ مرّوا من هنا .."

أنس بدوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق