المجتمع المدني .. جمع أجزاء المرآة السورية
على مشارف مؤتمر المانحين - بروكسل 3 والذي درج أن تأخذ فيه بعض منظمات المجتمع المدني حيّزاً للتعبير عن أولوياتها، وعلى اثر ما حدث من تفاعلات متناقضة بعد رسالة منظمات المجتمع المدني في بروكسل 2 تبرزُ أسئلة كبيرة حول المجتمع المدني السوري وعمله وأدواره وتمثيله ويبدو سؤالاً مركزيّاً وملحّاً اليوم أكثر من أي وقت مضى عن أيّ دور فعّال لهُ في سورية ليكون في انتباه جيمع الاطراف المؤثرة والمتأثرة.
يحيلنا التساؤل إلى جملة من الحقائق :
استجابات الناشطين منذ بداية الازمة السورية
تنوّع واختلاف هذه الاستجابات على امتداد الجغرافيا السورية والمحيطة
تشكّل الأجسام المدنيّة وانتشارها والدعم والفرص التي فتحت لها
تثقيل الدعم الذي حظيت به جغرافيا وقوى دون أخرى
الاولويات المحليّة والأجندات المختلفة اقليماً ودوليّاً والعلاقات بينها
النجاحات والاخفاقات التي منيت بها منظمات المجتمع المدني
لاشكّ أن هذه الحقائق ترتبط بشكل هيكلي بالادوار الكبرى المأمولة من المجتمع المدني ككل ومستقبله واسهامه بتخفيف حدّة الصراع والانتقال به إلى دائرة تعيد المدنيين السوريين وتطلعاتهم للواجهة .
وفيما تتجه التوافقات السياسية والميادين العسكرية إلى حسم الامور بالطرق التقليدية واختصارها بالاستحواذ العسكري والسيطرة الناريّة وتعزيز هذا المنطق بالمسارات الحوارية المختلفة السياسية والعسكرية، تبدو قضيّة المجتمع السوري والمدنيين في القضايا الخلفيّة وربّما الهامشيّة، دون أثر ملموس للمجتمع المدني السوري لاستحضارها كأولوية وكضامن ، فالسوريون لايريدون ايقاف الحرب فحسب بل يودّون بناء وطن كريم يتطلّعون فيه إلى مجتمع ودولة المواطنة والقانون .
لعل الفرص التي أتيحت للمنظمات المدنيّة كانت محدّدة وذات أدوار خجولة لأن المنظمات انتظرت ما يجود به المجتمع الدولي والاطراف المتفاوضة من فرص، ورغم كلّ التراكم وتجارب السنوات الماضية لم تستطع هذه المنظمات انتاج دور قوي فعّال ومؤثر وكانت كلّ الادوار التي تمثّلها لم تعلو عن قضايا مناصرة انسانيّة وحقوقيّة وطلب لمساعدات ودعم أكثر، وحتّى هذه القضايا خضعت لعوامل الظروف والتوجيهات في معظمها .
لقد أغفل المجتمع السوري دورهُ وهذا ما أُريد له بالضبط من كل الاطراف ولم يعد المجتمع هو القضية وانما أضحى الاختبار والاولويات لم تعد أولوياته بل أولويات الدول وحتى الانجازات لم تعد انجازاته بل انجازات الافراد وحظي هو - المجتمع - بالخسائر والضحايا فقط .
يتمثّلُ المجتمع المدني السوري بمرآة متشظّية الأجزاء وكلما كبرت الاحتياجات والتطلعات السورية كانت الحاجة تكبر لضمّها واعادة تشكيلها بمرآة تعكس المجتمع السوري بحقيقته كأولوية الأولويات .
علينا تذكّر مسألة مهمّة وهي أننا اذا ما أردنا الاستثمار فيما حدث في السنين الاخيرة لصالح السوريين فعلينا التفكير بهم كمدنيين وليس كقوى وهو ما دأب الجميع على محوه والالتفاف عليه، بالتالي علينا أيضاً النظر للمجتمع المدني بهذه الطريقة وانتشال معظم المنظمات لانفسها من فخ الاستقطاب السياسي والعسكري الذي وقعت فيه خلال السنوات الماضية .
يمكن للمجتمع المدني السوري لعب أدوار حقيقيّة لاعادة انتاج السلام في سورية واعادة انتاج السلام هنا ليس ترفاً لغويّاً بل ضرورة ملحّة لخلق نموذج سوري نظراً لصلاحية استيراد الأفكار والاولويات، السوريون بحاجة لانتاج سلامهم لكي لايخسروا كلّ شيء .
وهذا الوعي يتطلّب ليس وعيّاً مدنيّاً فحسب بل انتباهاً دوليّاً لتشجيع المنظمات المدنيّة على العمل معاً ليس بمنطق الهزيمة والخسارة والضرورة بل بمنطق الربح الأكبر لسورية والحاجة الملحة لانتاج خطاب مدني مشترك في قضايا من المهم ألا يختلف عليها الناشطون المدنيون على اختلاف انتماءاتهم، في مسألة استعادة الوطن علينا دعم مجتمع سوري واحد ليتمكّن من ذلك وليس مجتمعات سورية متباعدة تكرّس بلداً مفككاً وهش .
المانح سيكون مسؤولاً أمام المستقبل بالنسبة للسوريين كيف ساهم في تحقيق أهدافه على حساب مصالح السوريين أو كيف وفّق بين مصالحه ومصالح السوريين وتماهى مع آلامهم ليُسهم في تعافيهم والمسؤولية ليست أخلاقيّة فقط، فمع اتجاه العالم اليوم أصبح كلّ تأثير في مجتمع لهُ أبعاده وآثاره الأساسية في تغييرات مجتمع آخر مهما بعد جغرافيّاً عنه والهجرة تجاه أوروبا كان مثالاً حيّاً عن نهاية زمن محليّة الازمات ومحدوديّتها .
وسيم السخلة
يحيلنا التساؤل إلى جملة من الحقائق :
استجابات الناشطين منذ بداية الازمة السورية
تنوّع واختلاف هذه الاستجابات على امتداد الجغرافيا السورية والمحيطة
تشكّل الأجسام المدنيّة وانتشارها والدعم والفرص التي فتحت لها
تثقيل الدعم الذي حظيت به جغرافيا وقوى دون أخرى
الاولويات المحليّة والأجندات المختلفة اقليماً ودوليّاً والعلاقات بينها
النجاحات والاخفاقات التي منيت بها منظمات المجتمع المدني
لاشكّ أن هذه الحقائق ترتبط بشكل هيكلي بالادوار الكبرى المأمولة من المجتمع المدني ككل ومستقبله واسهامه بتخفيف حدّة الصراع والانتقال به إلى دائرة تعيد المدنيين السوريين وتطلعاتهم للواجهة .
وفيما تتجه التوافقات السياسية والميادين العسكرية إلى حسم الامور بالطرق التقليدية واختصارها بالاستحواذ العسكري والسيطرة الناريّة وتعزيز هذا المنطق بالمسارات الحوارية المختلفة السياسية والعسكرية، تبدو قضيّة المجتمع السوري والمدنيين في القضايا الخلفيّة وربّما الهامشيّة، دون أثر ملموس للمجتمع المدني السوري لاستحضارها كأولوية وكضامن ، فالسوريون لايريدون ايقاف الحرب فحسب بل يودّون بناء وطن كريم يتطلّعون فيه إلى مجتمع ودولة المواطنة والقانون .
لعل الفرص التي أتيحت للمنظمات المدنيّة كانت محدّدة وذات أدوار خجولة لأن المنظمات انتظرت ما يجود به المجتمع الدولي والاطراف المتفاوضة من فرص، ورغم كلّ التراكم وتجارب السنوات الماضية لم تستطع هذه المنظمات انتاج دور قوي فعّال ومؤثر وكانت كلّ الادوار التي تمثّلها لم تعلو عن قضايا مناصرة انسانيّة وحقوقيّة وطلب لمساعدات ودعم أكثر، وحتّى هذه القضايا خضعت لعوامل الظروف والتوجيهات في معظمها .
لقد أغفل المجتمع السوري دورهُ وهذا ما أُريد له بالضبط من كل الاطراف ولم يعد المجتمع هو القضية وانما أضحى الاختبار والاولويات لم تعد أولوياته بل أولويات الدول وحتى الانجازات لم تعد انجازاته بل انجازات الافراد وحظي هو - المجتمع - بالخسائر والضحايا فقط .
يتمثّلُ المجتمع المدني السوري بمرآة متشظّية الأجزاء وكلما كبرت الاحتياجات والتطلعات السورية كانت الحاجة تكبر لضمّها واعادة تشكيلها بمرآة تعكس المجتمع السوري بحقيقته كأولوية الأولويات .
علينا تذكّر مسألة مهمّة وهي أننا اذا ما أردنا الاستثمار فيما حدث في السنين الاخيرة لصالح السوريين فعلينا التفكير بهم كمدنيين وليس كقوى وهو ما دأب الجميع على محوه والالتفاف عليه، بالتالي علينا أيضاً النظر للمجتمع المدني بهذه الطريقة وانتشال معظم المنظمات لانفسها من فخ الاستقطاب السياسي والعسكري الذي وقعت فيه خلال السنوات الماضية .
يمكن للمجتمع المدني السوري لعب أدوار حقيقيّة لاعادة انتاج السلام في سورية واعادة انتاج السلام هنا ليس ترفاً لغويّاً بل ضرورة ملحّة لخلق نموذج سوري نظراً لصلاحية استيراد الأفكار والاولويات، السوريون بحاجة لانتاج سلامهم لكي لايخسروا كلّ شيء .
وهذا الوعي يتطلّب ليس وعيّاً مدنيّاً فحسب بل انتباهاً دوليّاً لتشجيع المنظمات المدنيّة على العمل معاً ليس بمنطق الهزيمة والخسارة والضرورة بل بمنطق الربح الأكبر لسورية والحاجة الملحة لانتاج خطاب مدني مشترك في قضايا من المهم ألا يختلف عليها الناشطون المدنيون على اختلاف انتماءاتهم، في مسألة استعادة الوطن علينا دعم مجتمع سوري واحد ليتمكّن من ذلك وليس مجتمعات سورية متباعدة تكرّس بلداً مفككاً وهش .
المانح سيكون مسؤولاً أمام المستقبل بالنسبة للسوريين كيف ساهم في تحقيق أهدافه على حساب مصالح السوريين أو كيف وفّق بين مصالحه ومصالح السوريين وتماهى مع آلامهم ليُسهم في تعافيهم والمسؤولية ليست أخلاقيّة فقط، فمع اتجاه العالم اليوم أصبح كلّ تأثير في مجتمع لهُ أبعاده وآثاره الأساسية في تغييرات مجتمع آخر مهما بعد جغرافيّاً عنه والهجرة تجاه أوروبا كان مثالاً حيّاً عن نهاية زمن محليّة الازمات ومحدوديّتها .
وسيم السخلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق