حديقة تشرين العامّة لم تعد للعامّة؟



حديقة تشرين العامّة لم تعد للعامّة؟

فيما تُعيد الدول اليوم حساباتها بالتفكير في الحيّز المكاني العام واعادته للناس بقصد الحق والمواطنة والممارسة نفكّر نحنُ بنزعه وخصخصته

مجمّع جديد، مطعم فخم ومركز رياضي كبير وصالات يفتتح قريباً في حديقة تشرين العاّمة ويحتلّ مكان الناس وذكرياتهم، أنا سعيد لأنني رأيت أن سلسلة كلاسيك برغر الشهيرة ستفتح قريباً هنا لكن هذا ليس مكانهم!

هذه الحديقة أكبر حديقة عامّة مخصصة للناس مخصصة للفقراء والأغنياء وكلّ سكان العاصمة وما حولها واقتطاع مساحات منها وتحويلها للاستثمار الخاص لايجب أن يمرّ هكذا !

من هو صاحب الحق بتأجير واستثمار أملاك المواطنين، كل المساحات الواسعة وضاقت أعينهم على حديقة للناس يجيئون اليها في كلّ وقت أفراداً وعائلات، هذه الحديقة للسوريين كلهم من لايملك رفاهيّة الكافيتريات والمطاعم، من يبحثون عن مسرح ومكان للمعارض، هنا حضرتُ أول حفلة لمغنّي الريف الأميركي كريم سلامة وهنا حضرت معرض الأرض من السماء الضخم للفرنسي يان آرتوس بريتران دون ليرة واحدة

هذه الحديقة لمن يعجبهم بزر دوار القمر والبونجوس والبسكويتات الشعبيّة، لايستطيعون حالهم حال الطبقة الوسطى دفع 10$ لبرغر لذيذة اي لعائلة من 5 أشخاص 50$ بدون كولا حتّى يمارسون الرياضة في الحديقة ولايودّون الاشتراك بنادٍ يلتهم مرتّبهم المتواضع كخمس سندويشات برغر

كيف يكون مكان مجاني يصبح مدفوعاً، نفس المشهد لكن بمقابل نفس السماء أصبحت مدفوعة هل تبيعُ وتشتري المحافظة بأملاك المواطنين كما حدث في مدينة الجلاء الرياضية بالأمس وحديقة تشرين اليوم ولا نعرفُ خطّة الغد !

هل من انتخبهم الناس للمجالس المحليّة ومن ثم مجلس المحافظة توافقوا على بيع حدائقنا ؟

من هو صاحب الامتياز، نحنُ أصحاب الحق !

*قبل أن أنشر هذه التدوينة حاولتُ البحث عن أي مواد أو مقالات صحافيّة متعلقة حول ما يحدث في حديقة تشرين هذه الأيام لم أجد شيء .. الصحافة مأزومة كحالنا

وسيم السخلة

هل تعتقد أنه من المهم مشاركة هذا المنشور ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق